الأربعاء، 23 يناير 2013

كيف كنا و كيف أصبحنا

(راحو الطيبين )
في الماضي كان الاقتراب من هاتف المنزل
محظوراً وممنوعا إلا على الأولاد
وإذا رن الهاتف تتعالى أصواتهم بالآمر من بعيد لا احد يرد
فهذا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الأخلاق والحياء

وكان اقتراب البنات
منه يمثل خروجهن في الشارع دون غطاء رأس
من حيث الجرم والعقوبة

في الماضي كان أقصى ما يمكن أن يشاهده الصغار
في التلفزيون أفتح ياسمسم

والكابتن ماجد

و زينه ونحول

وأفضل البرامج في رمضان بابا فرحان

( وفوازير رمضان بعد العصر)
وحلقات الشيخ علي الطنطاوي بعد المغرب

في الماضي كان الأب عملاقا كبيرآ
نظرة من عينه تخرسنا
وضحكته تطلق أعيادا في البيت
وصوت خطواته القادمة
إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ
من عميق السبات ونصلي الفجر

في الماضي كانت المدرسة التي تبعد كيلومترات
قريبة لدرجة أننا نمشى إليها كل صباح
ونعود منها كل ظهيرة، لم نحتاج إلى باصات مكيفة
ولم نخشى على أنفسنا
ونحن نتجول في الحواري

في الماضي لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق
ولم نعرفها في أرضيات البيوت
ولم نسمع عنها في إعلانات التيلفزيون
ولم نحتج لسائل معقم ندهن فيه يدينا كل ساعتين
لكننا لم نمرض

في الماضي كانت للأم سلطة
وللمعلم سلطة
وللمسطرة الخشبية الطويلة سلطة
نبلع ريقنا أمامها وهي وإن كانت تؤلمنا
لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم وجدول الضرب
وأصول القراءة وكتابة الخط العربي
ونحن لم نتعدى التاسعة من العمر بعد

في الماضي كان ابن الجيران يطرقُ الباب ويقول :
( أمي تسلم عليكِم وتقول عندكم بصل .. طماطم .. بيض .. خبز )
أخوان في الجوار والجدار وحتى في اللقمة

في الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساء
تصبح فارغة
وكانت النساء يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن أبداَ في المساء
وكان الرجال لا يعرفون مكانا
يفتح أبوابه ليلا سوى المستشفى


في الماضي كان النقاب غريبا
وكان الستر في الوجوه الطيب الباسمة
وكانت أبواب البيوت مشرعة للجيران
والترحيب يُسمعُ من أقصى مكان
والدله يُشمُّ بهارها في كل آن

هل عرَفتُوا مين الطيبينَ اللي راحوا ؟؟؟!!!
نعم إنّها الأنفُس لقَد تغيّرت
واعمَتهآ الحضارَة الزآئفة كمآ يقُولُونَ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق