الجمعة، 25 يناير 2013

هل سيقض الطرف عني؟؟؟

 لا أدري لو قُدّر لي يوماً أن "أمسك" منصباً
فهل سأكون "فاسداً" أم لا؟
وهل سيتجرأ زميلي حينها  على وصمي بالمفسد
وبالتالي محاسبتي، أم أن الزمالة
التي ستربطني به يومها ستجبره
على غض الطرف عني
أنا الآن مجرد موظف عادي
وليس لدي أي فرصة "للفساد" بمعناه المتعارف عليه
كل ما يمكن أن "أفسد فيه" أشياء بسيطة
مثل ماكينة التصوير التي أستغلها أحياناً
لتصوير صفحات من كتاب الطهي لزوجتي "الفاسدة"
التي لا تحترم حقوق مؤلفة الكتاب
التي ربما أغلب طبخاتها من منتدى "حواء"
كما أقوم بتصوير بعض نماذج الاختبارات
لأبنائي "المفسدين" الذين استطاعوا إقناع مدرسهم 
بتزويدهم بمجموعة من الأسئلة
التي لن يخرج عنها الاختبار
كما أنني أستخدم هاتف العمل
في عمل مكالمات على جوال عامل الاستراحة "الفاسد"
المقيم بصورة غير نظامية
لكي يجهـز لي رأس المعسـل خلال وقت الدوام
إضافة إلى أنني أمارس الكذب مع المراجعين
حيث أخبرهم بأن مديري "الفاسد" في اجتماع
بينما هو خارج المكتب في الطريق ليقابل طبيباً 
ليمنح زوجته المعلمة  تقريراً طبياً مدفوع الثمن
لغيابها لمدة أسبوع لتقضيه مع سعادة المدير في دبي
وتركا الأبناء مع الشغالة "الفاسدة" الهاربة من كفيلها
في الحقيقة، لا أدري إن كنت "بوضعي الحالي اكون " فاسدآ 
أم أن "فسادي" من النوع المتفشي
والمتعارف عليه ويمارسه الكثير 
حيث إنه لم يعد يسمى فساداً
 
كما أنني لا أدري إن كان يجوز لنا
أن نطلق على من يسرق الملايين مفسداً أم لا
بحكم أننا بالتأكيد سنفعل ما يفعله لو كنا مكانه
ولن نتورع عن ذلك
فمن المؤكد أن من يسرق ورقة تصوير سيسرق مليوناً

ومن يرضى بإيواء خادمة هاربة سيتستر
على مائة تاجر أجنبي يمارسون التجارة باسمه
ومن يشتري الأسئلة سيشتري ذمة أكبر مقاول
ومن يحصل على تقرير طبي مزوَّر
سيزوِّرويسهل عليه التوقيع على اى شيء
الفاسد فاسد، سواء كان يسرق الملايين
أو يسرق ورقة تصوير أو يسرق وقت الدوام
والفرق بين هذا وذاك
أن "هذا" وجد مالاً يسرقه
و"ذاك" لم يجد مالاً فسرق ما يظنه أقل ضرراً
بينما هو أكبر تأثيراً

اعتذر لكاتب المقال لإختصار الكثير
 ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق