الأحد، 27 أغسطس 2017

تخلص من العادات السيئة التي تسيطر عليك

(العصفور و الحية)
بين الأحراش الوحشية
في غابات أمريكا الجنوبية
يعيش صيادو الوحوش
طوال مواسم الصيد
حيث تمتلئ حياتهم
بالمغامرات المثيرة
وقد روى أحدهم القصة التالية..
فقال: بعد جولة نهارية مرهقة بين الأحراش
جلست على جذع شجرة لأستريح
وفيما أنا جالس.. شدّ انتباهي
صرخات عصفورة صغيرة
كانت ترف على عشها في جزع شديد
وقد بدى واضحاً
أنها تواجه موقفاً عصيباً
واقتربت من مصدر الصوت
في أعلى الشجرة المجاورة
فتبين لي سر انزعاجها
فقد كانت هناك حية كبيرة تزحف
صاعدة فوق الشجرة
وعيناها شاخصتان إلى العش
حيث يرقد أفراخ العصفورة الأم
وبينما كانت الأم تصرخ
جزعاً وخوفاً على عيالها
رأيت العصفور الأب يطير بعيداً
ويجول في الهواء
وكأنه يبحث عن شيء ما
وبعد لحظات عاد وهو يحمل
في منقاره غصناً صغيراً مُغطى بالورق
ثم اقترب من العش حيث كانت
العصفورة تحتضن صغارها
 فوضع الغصن الصغير فوقهم
وغطاهم بأوراقه العريضة
ثم وقف فوق غصن قريب يراقب الموقف
وينتظر وصول العدو
وقلت لنفسي: كم هو ساذج هذا العصفور
أيحسب أن الحية الماكرة
سوف تُخدع بهذه الحيلة البسيطة؟
 ومرت لحظات من التوتر
قبل أن تصل الحية إلى الموقع
والتفت حول غصن قريب
وعندما اقتربت من العش رفعت
رأسها الكبير استعداداً لاقتحامه
كان واضحاً أن كل شيء قد انتهى تماماً
غير أن ما حدث بعد ذلك كان مثيراً جداً
ففي اللحظة التي همت
الحية باقتحام العش توقفت واستدارت
ثم تحولت فجأة وأسرعت مبتعدة
عن العش وكأنها أصيبت برصاص بندقية
وهبطت الحية عائدة إلى حيث أتت
وقد بدى اضطرابها واضحاً
ولم أفهم ما حدث.. لكني رأيت العصفور
الأب يعود إلى العش لترتفع
صوصوات العائلة السعيدة فرحاً بالنجاة
ويزيح الغصن من فوق الأفراخ
فيسقطه إلى الأرض..
 فالتقطت الغصن واحتفظت به
حتى التقيت بأحد خبراء الحياة البيولوجية
في الأحراش اللاتينية
فقال لي أن هذه الأوراق تحتوي
على مادة شديدة السمية قاتلة للحيات
حتى أنها تخاف رؤيتها
وترتعب من رائحتها
وتهرب من ملامستها
وتعجبت من تلك القوانين المنضبطة
التي تحكم الحياة بدقائقها المثيرة
فتساند الضعيف.. وتتصدى للقوي
وتمنح العصفور الصغير علماً ومعرفة
وحكمة وشجاعة وحباً وأبوة كهذه
لقد وضع الله تخطيطاً محكماً
لجميع مفردات الحياة.. صغيرها وكبيرها
راقت لي
القنفذ والعادات السيئة
مرَّ القنفذ من أمام جُحْر الحيّة
وهي راقدةٌ أمام جحرها
فسألها هل لي أن أتقاسم جحرك معك
حيث ليس لي بيتٌ ولا مأوى ؟ 
سمحت الحية للقنفذ أن يأتي
إلى جحرها آملةً ألاّ يبقى طويلا
 ولكن القنفذ لم يكن ناوياً للخروج
والمكان كان ضيقاً لكلاهما
فالحية كلما تحركت جرحها أشواك القنفذ
فلم تستطع الصبر أكثر وطلبت من القنفذ
أن يبحث له عن مكان آخر لأنها متأذيةٌ من وجوده
لكن القنفذ أجابها :
لكنني لا أواجه أيّ مشكلةٍ
فإن كنتِ متأذية أخرجي أنتِ
وابحثي عن مكانٍ آخر
هكذا تكون العادات السيئة
تدخل الى حياتنا باستحياء
ولكنها تستقر بعد فترة
ولا تريد الخروج فتسيطر علينا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الجمعة، 18 أغسطس 2017

اتريدين أن تكبري و تستمتعي بالحياة بكل تفاصيلها..اقرأي الموضوع

تربينا على مثاليات لا تتناسب
مع  الطبيعة البشرية
تربينا على أن التفاني وإنكار الذات
هو ما يجعل من المرأة
( أم مثالية )
 وتربينا على أن الأم الصالحة
هي التي تضحي (بكل شيء)
 و هذا كلام جميل
لكن نتيجته مؤلمة وحزينة
كما نرى حولنا
العطاء هو أسمى مظهر
من مظاهر الحب بلا شك
لكن المبالغة في العطاء والتفاني
ونسيان الذات ما هي إلا (موت بطيء)
لأن الناس بطبيعتهم إذا تعودوا
على شيء
فلن يقبلوا بغيره أو بأقل منه
و الحل؟؟
هناك فرق بين العطاء من منطلق(قوة)
وبين العطاء من منطلق (خوف من الخسارة)
ماذا نعني بالعطاء “الضعيف” ؟؟
إن العطاء الذي يجبرك على التنازل
عن ضرورة من ضرورياتك
من أجل احتياج ثانوي لمن حولك
ما هو إلا عطاء ضعيف
عندما تجاملين صديقتك
وتخبرينها بأنها جميلة كما هي
و لا تحتاج لإنقاص وزنها مثلاً
فهذا مجرد إسعاد للآخرين
على حساب الحقيقة
عندما تقومين بترتيب
غرفة ابنتك المراهقة
لمجرد أنها لا تحب الترتيب
فهذا “عطاء خاسر”
لأنكِ تعطينها درسا عملياً في الإهمال
وفي عدم تحمل المسؤولية
عندما لا تشعِرين زوجك أبداً
بأنكِ قد تعبتي من عمل البيت
فهذا سيجعله يعتقد بأنه لا شيء
يسعدك سوى عمل البيت
ليس هناك خطأ في أن تشعري بالتعب
وليس هناك عيب في أن تعتذري
لزوجك بأدب ورفق يوماً ما
عن تأدية خدمة ما له
إن الخطأ الكبير هو أن تحرصي
(باستمرار) على أن تسعدي الآخرين
على حساب راحتك و سعادتك
هو أن يصبح إسعاد الآخرين
(أسلوب حياتك الدائم) ومن الجميل
أن نضحي قليلا أو أن نعطي
تذكري أن كل واجب تقومين به
يقابله حق يجب أن تحصلي عليه
إﻻ لو قبلتِ بأن تدخري
أجر هذا العمل وأن تحتسبيه عند الله
لا تخجلي من المطالبة
بحقوقك باحترام وأدب
نظمي وقتك وأولوياتك
فمعظم مشاكل النساء و إهمالهن
لأنفسهن تنبع من عدم معرفتهن
بإدارة و تنظيم الوقت
تذكري أن التوازن وتنظيم الوقت
هو سر نجاحك كزوجة وكامرأة
عندما تكونين متعبة أو مرهقة فعلا
لا تخجلي من أن تقصري في أداء واجباتك
فأنتِ بشر و لا أحد يكمل
عندما تحتاجين للراحة
لا تترددي في أن تطالبي بها
عودي أولادك على أن يكون هناك
وقت خاص لكِ وحدكِ أو لكِ أنتِ ووالدهم
عودي زوجك و أولادك على أن يكون هناك
وقت مخصص لكِ لتمارسي فيه
هوايتك كالقراءة أو الرياضة
تأكدي أن لا أحد سيشعر بإحساسك
و بمعاناتك إذا لم تتحدثي عنها
علمي جميع من حولكِ أن عليهم
بذل جهد لإسعادك
كما تسعدينهم وتلبين طلباتهم
أتريدين أن ينتهي بكِ المطاف
امرأة عصبية أو حزينة
تنتظر الموت.. ؟
أم تريدين أن تكبري
وتشعري بالحياة أكثر
و تستمتعي بكل تفاصيلها
مع من حولك؟؟
إن السعادة في الدنيا جزء
مما يطلبه المسلم و يدعو الله لتحقيقه
فلا تعيشي و كأنكِ خادمة
مع أوﻻد ﻻ يشعرونك بالتقدير
أو مع زوج يجعلك
في نهاية القائمة لديه
اعطي  و لكن لا تنسي نفسك
واستمتعي بالحياة
ليستمتع جميع من حولك بها
 أعطِ بذكاء ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

الفضاوة

مقالة رائعة
للكاتبة نوف الحازمي بعنوان
من الفضاوة
تصويرالمنازل بالأثاث الفاخر
الأطفال الكاملي الجمال
الهدايا الثمينة ... الصحون الغريبة
رحلات السفر الخيالية
وانجذاب الناس كالمغناطيس
لهذه الحسابات
لم يكن أحد يشعر أن هذا هو مرض
(الإستهلاكية)، ينتشر بالتدريج
كعدوى قاتلة ولا يُصيب
إلا أولئك الفارغين الذين ليس لديهم
مايتميَّزون به
سوى مايملكونه من مادة فقط
ليس هناك فِكر، ولا ثقافة
ولا أهداف، ولا هوية
المصحف تضعه فقط قرب المسابح
والمبخرة الفاخرة لصورة إحترافية
في يوم الجمعة أو رمضان
الكتاب أصبح مجرد ديكور
تضعه الفتاة قرب وردة وكوب اللاتيه
لِيُظْهِرها بمظهر المثقفة
هذه الإستهلاكية المقيتة
التي جعلت الناس يتنافسون بشدة
على الشراء كمخلوقات مُبَرمجة: 
لنشتري ...لنتنافس ...مَنْ أفضل؟
من يملك مادة أكثر؟
أثاث ...صحون ...ملابس
حقائب ...سيارات ...سفر
مطاعم ...هدايا
هي أحد أذرع الفكر
الرأسمالي المتوحش
الذي يرى أن الإنسان مجرد آلة
يجب أن يعيش ليعمل
ويستهلك ويتلذذ فقط
لا مجال لديه للتفكير
للدين ...للقيم
للأهداف ...للثقافة
الأهم هو أن يستهلك
الفكر الرأسمالي يبرمج عقول الناس
على أنّ سعادتهم في الشراء
وقيمتهم في الشراء
وهدفهم في الحياة هو الشراء
بدون أن تشتري وتمتلك أكثر وأغلى
أنت لاشيء
الرأسمالية الأمريكية تحاول وبقوة
أن تبرمجنا على هذه الرسالة
عبر الإعلانات ... الأفلام ...المسلسلات
 تَرسُم لنا دائما صورة البطل السعيد
الغني حتى في أفلام الكرتون
والبطلة أميرة تمتلك كل شيء
القصر ... والملابس ... والأحذية
والأطعمة ... السعاده المطلقة
الإعلانات توصل هذه الرسالة أيضاً
مجوهرات كارتيير هي قيمتك
ساعة الروليكس بالألماس هي تَمَيُّزك
قلادة تيفاني هي رمز الحب
نسمع عبارات مثل : دلِّلي نفسكِ
رفِّهي نفسكِ ... أنتي تستحقين ...
هذا صوت مزمار الشيطان
الذي يُخدِّر العقول نعم يُخدر الشعوب والأمم
ويمنعها من أن تصحو
لتفكر بمصالحها الحقيقية
مَنْ الذي يستفيد
من استهلاكنا المحموم؟
 إلى أين تذهب هذه الأموال؟
إلى الشركات العملاقة
التي تمتص جيوبنا من جهة
ثم ترسل لنا المزيد
من الرسائل الماكرة من جهات أخرى
 ونبقى نحن ندور داخل فلك الإستهلاك
نشتري .. ونَعْرِض ...
يرانا غيرنا ويغار ويُقلِّد ويشتري
ونراهم ونغار ونقلد ونشتري
وهكذا نتضايق ونشعر بأن حياتنا
قد مَلَأتها القيود والرسميّات
حتى تمضي بنا الحياة
وننسى صوتاً ندياً يقول لنا:
{أَلْهاكُم التكاثُر، حتى زُرْتُم المقابر}
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~