قصة للعبرة ..
تقول الحكاية أنه في أحد سجون ألمانيا
في حقبة الأربعينيات
كان السجناء يعانون من قسوة
حراس السجن
والمعاملة السيئة في كل النواحي
ومن بين السجناء سجين يدعى "شميدث"
محكوم عليه بفترة طويلة
لكن هذا السجين كان يحصل
على إمتيازات جيدة
ومعاملة شبه محترمة
من قبل الحراس
مما جعل بقية نزلاء السجن يعتقدون
أنه عميل مزروع بينهم
وكان يُقسِم لهم أنه سجين مثلهم
وليس له علاقة بالأجهزة الأمنية
لكن لم يكن أحد يصدقه
فقالوا: نريد أن نعرف السبب
الذي يجعل حراس السجن يعاملونك
بأسلوب مختلف عنا
فقال لهم شميدث: حسناً
أخبروني عن ماذا تكتبون
في رسائلكم الأسبوعية لأقاربكم؟
فقال الجميع: نذكر لهم في رسائلنا
قسوة السجن والظلم الذي نتكبده هنا
على أيدي هؤلاء الحراس الملعونين
فرد عليهم باسماً : أمّا أنا في كل إسبوع
أكتب رسائلي لزوجتي وفي السطور الأخيرة
أذكر محاسن السجن والحراس
ومعاملتهم الجيدة هنا
وحتى أنني أحياناً أذكر أسماء بعض الحراس
الشخصية في رسائلي وأمتدحهم كذلك
فرد عليه بعض السجناء:
وما دخل هذا كله في الإمتيازات
التي تحصل عليها وأنت تعلم
أن معاملتهم قاسيه جداً؟
فقال: لأن جميع رسائلنا لا تخرج
من السجن إلا بعد قراءتها من قبل الحراس
ويطلعون على كل
صغيرة وكبيرة فيها
والآن غيروا طريقة كتابة
رسائلكم وسترون النتيجة
ولكن تفاجأ السجناء في الأسبوع التالي
بأن جميع حراس السجن تغيرت معاملتهم
للسجناء ولكن للأسوء
وشملت حتى "شميدث"
كان معهم ينال معاملة قاسية
وبعد أيام من محاولته فهم ما يجري
سأل "شميدث" بعض السجناء
وقال: ماذا كتبتم في رسائلكم الأسبوعية؟
فقالوا جميعاً: لقد كتبنا أن "شميدت"
علّمنا طريقةً جديدة لكي نخدع الحراس
الملاعين ونكسب ثقتهم ورضاهم
حينها لطم "شميدت" خديه حسرةً
وجلس يسحب شعر رأسه كالمجنون
الخلاصة:
من الجميل أن تساعد الآخرين
ولكن الأجمل هو أن تعرف
وحافظ للسر ، فبعض من حولنا
قد يسيئون التصرف وفقاً للموقف
وما يتناسب معك
نصيحة: لا تكثر الفضفضة لمن حولك
فإنك لا تدري متى يخون المنصتون
ولا تبوح بأسرارك للآخرين لكي لا يقوموا
ما دمت لا تستطيع الإحتفاظ به
فالآخرون لا يملكون صدراً يحتفظ بأسرارنا
وسيترجمون نصيحتك وفقا لمستواهم
الفكري وعقلياتهم
مما قد يعود عليك بالضرر