وثَالث يَبحث عَمن يَصعد عَلى أكتَافهم
سُلم النَجاح دُون عَناء ،
ورَابع وخَامس ...
ولكِن أكثَر مَا يَركض خَلفة هَذا وذَاك جَمع المَال
بوسَائل العَصر الحدِيثة التِي يُجيدوا
فَن التعَامل معهَا بأساليبهَا
فَطبيعة الإنسَان تَحثة عَلى مُضاعفة العَمل
لِيزداد مَكسبة ويَكثر مَاله ،
وهْو مَطلوب مَحبوب
وأَن الإسْلام لا يمنَع طلَبه عَن طَرق طيبَه
ويَحرض عَلى كسْبه ، وحُسن التصرُف بِه
لتقضَى الحُقوق ، وتؤدَى
الواجبَات
وتصَان الحرمَات ، فالمالْ الصَالح قوَام الحيَاة
والحَث
عَلى تحصِيله وحُسن تَدبيره
وتثمِيره مِن الأمُور المُحببة
فِي حُدود مَا
أوضَحه العَاطي
ولكِن هناك مَن تَجده مُنذ شرُوق الشَمس
يَركض ويَركض
ويَركض فِي رِحاب الحيَاة
مِن شَرقها إلَى غربهَا بَحثاً عَن المَال{
زِينَةُ الْحَيَاةِ }
والتعَامل مَع طُرق نمَائه كَيف مَا كَان
متَجاهلاً
الرِضا بمَا رَزقه الله
{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ
}
ويَغفل عَن قولِه تعَالى
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِه)
أوْ القنَاعة
بأن الأرزَاق محدُودة
{وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي
الرِّزْقِ}
وفِي ذَلك حِكمة إلاهِية يجهلهَا المَخلوق ويعلمهَا الخَالق
ومَع ذَلك يتَجاهل كُل شيء ولَيس لَه طُموح فِي حَياته
سِوى جَمع المَال
ليَصبح عَبداً لَه
قَال عَليه الصَلاة والسَلام :
( تعِسَ عبدُ الدّينار
وعبدُ الدّرهم وعبدُ الخميصة
إن أعطِي رضِي ، وإن لم يُعْط سخِط )
ومَهما
جَرى فَي هذِه الدُنيا وركَض وفَعل
لَن يجنِي مِنه إلَا مَا كُتب لَه
والنَاظر لِما هُو حَاصل فِي هَذا الزَمن
مِن حُب المَال والفِتنه بِه دُون
بَاقي النِعم
يتَحسر عَلى قِيم وأخلاقِيات الزَمن المَاضي
المَليء بالمُثل
الإنْسانية العَميقة
التِي فُقدت فِي عصرَنا الحَاضر
ومَن أصْدق مِن الله قِيلاً
{ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا }