الأحد، 29 يوليو 2018

سر في ركابهم .....تلحق بهم

سر في ركابهم .....تلحق بهم
دخل أحد الأشخاص على الشيخ
الشعراوي رحمة الله عليه ..
وقال له: أريد أن أعرف
أنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟
فقال له الشيخ.: إن الله أرحم بعباده
فلم يجعل موازينهم في أيدي أمثالهم
فميزان كل إنسان في يد نفسه
قال الرجل : كيف ؟
قال : لأنك تستطيع أن تغش الناس
ولكنك لا تغش نفسك
ميزانك في يديك.. تستطيع أن تعرف أنت
من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة
قال الرجل : وكيف ذلك؟
فرد االشيخ.: اذا دخل عليك من يعطيك مالا
ودخل عليك من يأخذ منك صدقة
فبأيهما تفرح ؟.... فسكت الرجل
فقال الشيخ :اذا كنت تفرح
بمن يعطيك مالا فأنت من أهل الدنيا
وإذا كنت تفرح بمن يأخذ
منك صدقة فأنت من أهل الآخرة
فإن الإنسان يفرح بمن يقدم له ما يحبه
فالذي يعطيني مالا .... يعطيني الدنيا
والذي يأخذ مني صدقة يعطيني الآخرة 
فإن كنت من أهل الآخرة
فافرح بمن يأخذ منك صدقة
أكثر من فرحك بمن يعطيك مالا
فأخذ الرجل يردد : سبحان الله
قال الشيخ : لذلك كان بعض الصالحين
إذا دخل عليه من يريد صدقة
كان يقول له متهللاً :
مرحبا بمن جاء يحمل حسناتي
إلي الآخرة بغير أجر
ويستقبله بالفرحة والترحاب
قال الرجل : إذن أقول :
إنا لله وإنا إليه راجعون
قال الشيخ. : لا تيأس من رحمة الله
سر في ركابهم تلحق بهم
إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا بهم
إن التشبه بالكرام فلاحُ
إن جاءك المهموم انصت
وإن جاءك المعتذر اصفح
وإن جاءك المحتاج انفق
ليس المطلوب أن يكون في جيبك مصحف
ولكن المطلوب أن تكون في أخلاقك آية
هنئيًا لمن يزرع الخير بين الناس
إجعل من يراك يدعو لمن رباك
فنقاء القلب ليس غباء
إنما ميزة يضعها الله لمن أحب
مرعب! جدا 
(خصومنا الذين لا نعرفهم) 
يقول الله تعالى في كتابه الحكيم :-
(إنك ميت وإنهم ميتون ، ثم إنكم
يوم القيامة عند ربكم تختصمون)
تصور وأنت تحاسب يوم القيامة
يظهر لك خصوم،، أنت لا تعرفهم
ولم ترهم ويخاصمونك أمام الله
ويأخذون من حسناتك
وأنت،، في أشد الحاجة،، لحسنةٍ
ترجح موازينك،، ليغفر الله لك بها
هؤلاء الخصوم
الذين لا نلقي لهم بالا بالدنيا

فكم من شخص وأنت تقود سيارتك
يعترضك بقصد أو بدون قصد
فتشتمه وتمضي،، سمِعَك أم لم يسمعك
فقد سمعك الله تعالى
وأصبح خصماً لك يوم القيامة
وأنت لا تعرفه

وكم مرة،،
رأيت،، شخصا لا تعرفه في الشارع
فعلَّقت أمام من معك
على لبسه أو شكله أو هيئته
أو تصرف قام به
وسجلت عليك غيبة لشخص
سيكون خصيما لك يوم القيامة
وأنت لا تعرفه

وكم مرة،،
تشاجرت مع شخص ما،، فشتمت
أمه أو أباه أو أهله،، ويكون هؤلاء كلهم
خصماء لك يوم القيامة
وأنت لا تعرفهم

فإن غضبت،، وزل لسانك
وشتمت احدا أو قذفته
فعاجل بالإستغفار،، لك ثم له، وقل:-
 " اللهم اغفر لي ولأخي"وادع له ولأهله
فإن الحسنات يذهبن السيئات
واستغفر وتب إلى الله تعالى
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ
حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنْ الْقَرْنَاءِ
وَحَتَّى الذَّرَّةُ مِنْ الذَّرَّةِ) رواه أحمد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

السبت، 21 يوليو 2018

كونوا مستعدين دوماً للرحيل

دخل رجل إلى بقالة ليشتري
فقال: كم سعر الموز
قال البقال 8 ريال
والتفاح 10 ريال
وفي هذه اللحظة دخلت امرأة
إلى المحل يعرفها البقال
تسكن في الحي نفسه
قالت أريد موزا .. بكم الكيلو
قال البقال ريالين والتفاح ريالين
قالت المرأة الحمد لله
الرجل الموجود نظر إلى البقال
واحمرت عيناه غضبا وأراد أن يوبخ البقال
البقال غمز للرجل وقال انتظرني قليلا
أعطى البقال كيلو موز وكيلو تفاح ب4 ريال
وذهبت المرأة وهي فرحة بهذا السعر
وتقول سوف يأكلون عيالي
وسمعوها كيف تحمد الله وتشكره
قال البقال للرجل الموجود
والله انا لا أغشك ولكن هذه المرأة
صاحبة أربع أيتام ترفض
أي مساعدة من أحد
وكلما أردت أن أساعدها لاتقبل
وفكرت كثيرا كيف أساعدها ولم أجد
إلا هذه الطريقة لمساعدتها
وهو خفض الأسعار لها
وأريد أحسسها أنها غير محتاجة لأحد
وأنا أريد أن أعمل خيرا
واحب هذه التجارة مع الله
وأحب أن أجبر خاطرها
يقول البقال للرجل هذه المرأة
تأتي كل أسبوع مرة
والله والله في اليوم الذي تشتري مني
هذه المرأة أربح أضعافا
واُرزق من حيث لا أدري
يقول الرجل دمعت عيني
وقبّلت رأس البقال على موقفه هذا
كما تدين تدان ليس فقط في الإنتقام
كما تدين تدان حين تجبر خاطرا
وتزيل هما وتسعد نفسا
سيأتي اليوم الذي يرد لك جميلك أضعافا
إن في قضاء حوائج الناس
لذة لايعرفها إلا من جربها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله عليه :
" ركبت من بيروت وكان معي أخي ناجي
فقعدنا في المقصف (البوفيه)
نأكل شيئاً قبل السفر ونشرب الشاي
وكان المقصف ممتلئاً بالناس
كراسيّهم مزدحمة
يكاد الكرسي يمسّ الكرسي وكلٌّ يأكل
ويشرب كما كنا نشرب ونأكل
فإذا بالمكبّر يخرج منه الصوت :
" ركاب الطيارة الهولندية المسافرون
إلى جزيرة جاوة " فيترك ناسٌ 
طعامَهم وشرابَهم ويقومون
ثم ينادي ركابَ الطائرة البريطانية
المسافرة إلى لندن فيقوم ناس
ثم ينادي ركابَ الطائرة البلجيكية
المسافرة إلى الكونغو
وطائرة أمريكان المسافرة إلى نيويورك
فرأيتُ أن هذا هو مثال الدنيا :
ناس يعيشون ، يأكلون ويشربون
ويجمعون الأموال ويحرصون عليها
ويظنون أنهم خالدون
لا يدرون متى يخرج النداء
يدعو هذا أو يدعو ذاك
فَمَن دُعِيَ ترك
ما كان فيه وأسرع
لا يأخذ إلى الطيّارة مائدةَ المطعم
ولا كرسيَّ القهوة ،
بل يتركها ليأتي غيره فيجلس عليها
لا يأخذ معه إلا حقيبته
إن كانت حقيبته مُعدَّة معلقة حملها وسار
فإن كان عند وصول الطيارة
مُفرَّقَ الأمتعة لم يجمع أمتعته
ولم يُعِدَّ حقيبته ،
اضطرَّ أن يدَعها ويرحل بغيرها
فإذا أردتم أن تحملوا معكم من حسناتكم
حينما تُدعَون الدعوة التي لابدَّ منها
للقاء ربكم فكونوا مستعدين
وكما يجمع المسافِرُ متاعَه في الحقيبة
ليحملها ويمشي
يستعِدّ المرء بالتوبة وقضاء الحقوق
فكونوا دائماً في حال التوبة
انظروا كل يومٍ فيما اقترفتم من سيئات
فتوبوا إلى الله منها
وإن كان عليكم حقوقٌ فأدّوها
حتى تكونوا مستعدّينَ
فإذا دُعِيتُم إلى ذلك السفر الذي لا بُدّ منه
السفر إلى الآخرة
كنتم دائما متهيئينَ له .
وكما كان الناس في مطار بيروت
قاعدينَ معاً ثم أُخذوا
هذا إلى حَرّ الكونغو
وهذا إلى وَحشة الصحراء
وهذا إلى ملاهي باريس
كذلك يكون الناس في الدنيا
يكونون متجاورين في المساكن
مشتركين في التسابق
إلى خيرات الدنيا والحرص عليها
وإذا بهم يُدعَونَ فجأة
فيذهب هذا إلى النعيم المقيم
وهذا الى العذاب الأليم "
من مقالة :
(بين الدنيا والآخرة )
كتاب : نور وهداية 
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~