الخميس، 14 يناير 2021

قصة_حقيقية ( الحمد لله على نعمةِ الرضا )

قصة_حقيقية
يرويها فضيلة الشيخ /
محمد متولي الشعراوي رحمه الله :
يقول : كنتُ عائداً إلى بيتي
قبل المغرب بساعة في يوم من أيّام رمضان
فاستوقفني رجلٌ فقيرٌ من الذين يتردّدون
على درسي في المسجد تردُّدَ الزائر
فسلّم عليّ بلهفةٍ أدمعت عينيَّ وقال لي:
أستحلفك بوجه الله أن تفطر عندي اليوم ؟
يقول الشيخ : عقدتْ لساني لهفته
وطوّقت عنُقي رغبتُه
وأشرق في قلبي وجهٌ استحلفني به
فقلتُ له : يا أخي، الأهل بانتظاري
وظروفي لا تسمح، ولكن
يقول الشيخ: وجدتُ نفسي أتبعه
إلى بيته الذي لا أعرف مكانه
ولا أعرف ظرفه في هذا الوقت
الحرج من موعد الإفطار
يقول : وصلنا إلى بيته، فإذا هو غرفةٌ
ومطبخٌ وفناءٌ صغير مكشوفٌ على سطحٍ
اشتراه من أصحابه، وله مدخلٌ
ودرجٌ خاص من الخشب
لا يحتمل صعود شخصين
فخشباته تستغيثُ من وهَنٍ
خلَّفَهُ بها الفقر والقِدَم
كانت السعادة تملأ قلب هذا الرجل
وعبارات الشكر والإمتنان تتدفّق
من شفتيه وهو يقول لي :
أنظر يا سيدي، هذا البيت ملكي (والملك لله)
لا أحد في الدنيا له عندي قرش
أنظر يا سيدي، الشمس تشرق على غرفتي الصبح
وتغرُب من الجهة الثانية
وهنا أقرأ القرآن عند الفجر وقبل المغيب
وزوجتي الله يرضى عليها تجلس
على ذلك الشبّاك وتدعو الله لي
والله يا سيدي كأني أسكن في الجنّة
يتابع الشيخ ويقول :
كل هذا يجري على مسامعي
وأنا أصعد على الدرج بحذر خشية السقوط
لحظات ووصلنا إلى الغرفة فجلست
وذهب الرجل إلى زوجته
وسمعت صوتاً خافتاً من صاحب الدار
يقول لزوجته : جهزي الفطور
الشيخ سيفطر عندي اليوم
وصوت زوجته تقول له : والله
ما عندنا أكل غير فول
ولم يبق على أذان المغرب إلاّ نصف ساعة
ولا شيئ عندنا نطبخه ولو كان
عندنا فالوقت لا يكفي
يقول الشيخ : سمعت هذا الحوار كله
فلما جاء صاحب الدار قلت له :
يا أخي، لي عندك شرط؟
أنا أفطر مع أذان المغرب على ماء
ومعي التمر، ولا آكل إلاّ بعد
نصف ساعة من الأذان
بعد ما أهضم التمر والماء
وأصلّي وأُنهي وِرْدي اليومي
ولا آكل إلاّ فول مدمّس وبطاطس
فقال الرجل : أمرك سيدي
فقال الشيخ : إذاً دعني الآن لأختلي مع ربّي
وتمّ ما أراده الشيخ
وأفطر عنده ثم غادر.
يقول الشيخ: لقد اخترت البطاطس
لأنها زادُ الفقراء وأحسبها عندهم
وقد خرجتُ وكلّي سعادةٌ وبهجة
وقد أحببتُ الدنيا من لسان هذا الرجل
الذي ما نزلت من فمه عباراتُ الثناء
والحمد على نِعم الله
وعلى هذا البيت الذي ملّكَهُ الله إيّاه
وهذه الحياة الجميلة التي يتغنّى بها
يقول الشيخ : ثم دُعيت بعد أيام
مع مجموعةٍ من الوجهاء على الإفطار
عند أحد التجّار الأثرياء
وكان من الذين أنعم الله عليهم بالمال
والجاه والأولاد والحسب والنسب
وكانت الدعوة في مزرعةٍ
فخمة فيها مما لذّ وطاب
يتوسّطها منزل أقرب ما يكون للقصر
يطلُّ على مسبحٍ ومرْبَط خيل
فيه نوادر الخيل الأصيلة
يقول الشيخ: أفطرنا عند الرجل
وأثناء المغادرة انفرد صاحب الدعوةِ بي
وشكى لي من ضيق الحياة وهموم التجارة
ومتاعب الأولاد وسوء طباع زوجته
وطمع من حوله به
وكثرة المصاريف لإرضاء الجميع
وسأَمِه من هذه الحياة، ورغبته بالموت
ليتخلّص من هذه الهموم
يقول الشيخ : والله من باب منزل
صاحب الدعوة إلى باب سيارتي
سَوَّدَ هذا الرجل الدنيا في عيوني
وأطبق عليَّ صدري وأنفاسي
فنظرتُ إلى السماء بعد أن ركبتُ
بسيّارتي وأنا أقول في قلبي :
( الحمد لله على نعمةِ الرضا )
فليست السعادةُ بكثيرٍ ندفع ثمنه
ولكن السعادةُ حُسنُ صِلَةٍ بالله
ورضىً بما قسم الله عزّ وجل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

السبت، 2 يناير 2021

عيسى عليه السلام هل له قوم ولماذا؟

من بلاغة القران الكريم
أكد ان عيسى عليه السلام ليس له قوم
يا لها من دقة لغوية متميّزة
تتجلى في كتاب الله تعالى
في قصص الأنبياء نجد أن كثيراً
من الأنبياء خاطبوا قومهم بكلمة ياقومِ
نوح يقول:
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ
اعْبُدُوا اللَّهَ) [الأعراف: 59]
وهود عليه السلام يقول لقومه:
(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ
يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [هود: 50]
وكذلك صالح عليه السلام
يقول لقومه:
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا
قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ)
[هود:61]
ولوط كذلك:
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ
مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ)
[الأعراف:80]
وموسى عليه السلام ينادي قومه
في كثير من الآيات بقوله:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ)
[البقرة: 54].
يقصد بني اسرائيل
وكما نعلم أن موسى أُرسل لبني إسرائيل
ولكن ماذا عن عيسى وقد أُرسل
إلى بني إسرائيل أيضاً؟
الحال يختلف مع سيدنا عيسى
ابن مريم عليه الصلاة والسلام
فلا توجد أي آية في القرآن تجمع
كلمة (عيسى) أو (المسيح)
مع كلمة (قوم).. فكان يخاطبهم بقوله:
يا بني إسرائيل دائماً
من دون أي ذكر للقوم
يقول المسيح:
(وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ)
[المائدة: 72].
ويقول أيضاً:
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ) [الصف: 6]...
وهكذا في كل القرآن
لا نجد ذكراً لقوم عيسى
والآية الوحيدة التي ذكر فيها
سيدنا عيسى مع كلمة (قوم) هي:
(وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ)
[الزخرف: 57].
وكلمة (قَوْمُكَ) هنا لاتدل على قوم عيسى
بل قوم محمد صلى الله عليه واله وسلم
لأن الخطاب في هذه الآية للنبي
الكريم صلى الله عليه وسلم
أي أن عيسى ليس له قوم
ماهو السرّ؟
حتى عندما تحدث القرآن
عن السيدة مريم
أم المسيح نسبها إلى قومها
قال تعالى:
(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ
لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: 27]
ولكن المسيح لم يُنسب
لأي قوم في القرآن
ولكن لماذا سيدنا عيسى
ليس له قوم مثل بقية المرسلين؟
نسبة الإنسان تكون دائماً لأبيه
فالأب ينتمي لقبيلة أو قوم أو بلد
وكذلك فإن الابن ينتمي
لنفس القبيلة أو القوم أو البلد
فسيدنا نوح ينتمي لأب من قومه
ولذلك نُسب إليهم
وسيدنا إبراهيم ينتمي لأبيه آزر
من قومه فنُسب إلى قومه
وهكذا.وهنا نتساءل:
لمن ينتمي سيدنا المسيح؟
طبعاً لاينتمي لأي قوم
لأنه وُلد بمعجزة وجاء
إلى الدنيا من غير أب
ولذلك من الخطأ أن يقول المسيح
لبني إسرائيل: ياقوم
وكان لابد أن يناديهم بقوله:
يا بني إسرائيل.. وهذا ماقاله القرآن
ولا توجد ولا آية واحدة
تشذّ عن هذه القاعدة
لو تحدثنا بنفس المنطق
وطرحنا السؤال التالي:
ماذا عن آدم عليه السلام ونحن نعلم
أنه جاء من غير أب ولا أم بل خلقه الله من تراب
هل ذكر القرآن قوم آدم؟
بالتأكيد لا يوجد أي ذكر لقوم آدم
فلو بحثنا في القرآن كله لا نجد أي آية
تتحدث عن قوم آدم
بل الآيات تتحدث عن بني آدم
وهذا من دقة القرآن الكريم
وإحكامه
إذاً جميع البشر لهم قوم
باستثناء نبيين كريمين:
آدم وعيسى عليهما السلام.
وسؤال جديد:
هل أغفل القرآن هذه الحقيقة:
حقيقة عيسى وآدم؟
أكيد لم يغفل
فقد ذكر القرآن هذه الحقيقة
في آية كريمة يقول تعالى فيها:
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ
خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
[آل عمران: 59]
هذه هي الآية الوحيدة في القرآن
التي يجتمع فيها اسمي آدم وعيسى معاً
فانظروا إلى دقة هذا الكتاب العظيم.
سبحان الله
وهذه من معجزات
القرآن الكريم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~