بعد 100 عام مثلا 2119
سنكون جميعاً مع أقاربنا
وأصدقائنا تحت الأرض
وسيسكن بيوتنا أناس غرباء
ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون
لن يتذكروا شيئاً عنا
فمن منا يخطر على باله والد جده مثلاً ؟
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس
أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان
فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا...؟
ولماذا نقلق على مستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا..؟
كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مئة عام
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون
ستطوى وتنقضي في طرفة عين
وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال
كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية
للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه
فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا
وزمننا الحقيقي في هذا الكون
فهو أصغر مما نتصور
هناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون
سندرك كم كانت الدنيا تافهة
وكم كانت أحلامنا بالاستزادة منها سخيفة
وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها
في عزائم الأمور وجمع الحسنات
وعمل الصالحات
طالما لا زال في العمر بقية
فلنعتبر ونتغير
فراق البعض يستحق .. سجدة شكر
كنت أريدك لكن الله أراد لي الخير
شكرا لأنك تركت مكانك لمن هو أفضل منك
شكراً لكلّ انسانٍ مشغول في نفسِـه
يستغلّ عمره في محاوَلة دخُول الجنّـة
بدلاً من هدر الوقْت في إثْبات
أنّ غيره سيذهَب إلى النّـار
الحياة تنقلب بِـلحظه
بِـ مُكالمة هاتف .. بِـ نتيجة تحاليل
بـ خطوة خاطئة في الشارِع ..
بِـ مقابلة شخص .. بِـ كلمة ..بِـ موقِف
لحظة واحدة كفيلة بجعلك تدور حول نفسك
مهما كانت مخططاتك
ترتيباتك و تأميناتك
الحياة كُل يوم تخبرنا انه لا يوجد
فيها ضمان غير إيمانك بربك
حيث لا قوتك، ولا عِلمك، ولا فِهمك ولا أموالك
ستنفعك أمام أي لحظة من هذه اللحظات
لذا، لا ترهق نفسك بالتفكير
ولا تحمل هم الغد
ولا تستميت من أجل حالك غداً
لا أحد يعرف ماذا تحمل معها
اللحظات القادمه.. فَـ أرح بالك
والقي كُل الأفكار و الهموم
خلف ظهرك و توكَل ع الله
وهو يُصلح بحكمته حياتك
ويُطفئ بلطفه قلقك..
وقل دائما:
اللهم تولّني فيمن تولّيت
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~