لاجلك ياولدى ..أصبحتُ
أحب ساعات الإنتظار
بقلم : علي اليسَّار
قال لي صديقي : أمس ضحكت
زوجتي مني فقد كنت أقرأ في الصباح
سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي
وإذ بي قبل النوم أقرأ سورة هود
زوجتي مني فقد كنت أقرأ في الصباح
سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي
وإذ بي قبل النوم أقرأ سورة هود
فقالت : ما بك ؟ أصبحتَ تتنقَل بين
السور على غير عادتك في ختم القرآن
السور على غير عادتك في ختم القرآن
هل لأنك تحب سورة هود
أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك ؟
أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك ؟
قلت لها : سأحكي لكِ لاحقًا
لكنها نامت ..
لكنها نامت ..
في الصباح كنَّا على موعد عائلي
و لما كانت زوجتي تتآخر في "الجهوزية"
فقد لبستُ ثياب الخروج
و أمرت الكبار بمساعدة الصغار
و إنزال الشنط للسيارة
و لما كانت زوجتي تتآخر في "الجهوزية"
فقد لبستُ ثياب الخروج
و أمرت الكبار بمساعدة الصغار
و إنزال الشنط للسيارة
و سحبت كرسي و جلست
بجوار باب الخروج و معي مصحفي
فكانت تتوقع مني أن أرفع صوتي
و أصيح بصوتي الجهوري لها
هيَّا .. تأخرتِ
لكنها كانت تسمع قراءة القرآن
و عند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي
فهمت زوجتي و قالت
سبحان الله ربنا يهدي
أين موشحات الحِفاظ على الموعد
و ضرورة السرعة في "الجهوزية" ؟
بجوار باب الخروج و معي مصحفي
فكانت تتوقع مني أن أرفع صوتي
و أصيح بصوتي الجهوري لها
هيَّا .. تأخرتِ
لكنها كانت تسمع قراءة القرآن
و عند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي
فهمت زوجتي و قالت
سبحان الله ربنا يهدي
أين موشحات الحِفاظ على الموعد
و ضرورة السرعة في "الجهوزية" ؟
ضحكتُ و قلت لها :
يكفي23 عامًا من النصائح
يكفي23 عامًا من النصائح
و كان لي موعد عند أحد الزبائن
لكنه أبقاني في حجرة الجلوس
نصف ساعة معتذرًا بأدب
فتناولت مصحفي و أنهيت وردي
لكنه أبقاني في حجرة الجلوس
نصف ساعة معتذرًا بأدب
فتناولت مصحفي و أنهيت وردي
خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد
بزحامها و ضوضائها
و أخذتُ ابني معي ليقود السيارة
و تناولت مصحفي و لم أشعر بالزحام
و لا الضوضاء و لا أي شيء
بل السكون و الراحة
و السلام يملأ حياتي
بزحامها و ضوضائها
و أخذتُ ابني معي ليقود السيارة
و تناولت مصحفي و لم أشعر بالزحام
و لا الضوضاء و لا أي شيء
بل السكون و الراحة
و السلام يملأ حياتي
لكن الدموع نزلت من عيني
ليست دموع الفرح ولادموع
تأثّري بالآيات الجليلة
إنما هي دموع الندم
ليست دموع الفرح ولادموع
تأثّري بالآيات الجليلة
إنما هي دموع الندم
يا الله ! كم فرطنا من ساعاتٍ
هل يُعقل أنني أختم القرآن
في حوالي 5 أيام من ساعات الانتظار
هل يُعقل أنني أختم القرآن
في حوالي 5 أيام من ساعات الانتظار
هذه الأوقات التي كانت كلها
توتُر و تبرم و ضيق و انزعاج
توتُر و تبرم و ضيق و انزعاج
فكم قصَّرتُ في حق نفسي ..؟
هل يُعقل أنني أصبحت
أحبُّ ساعات الانتظار
أحبُّ ساعات الانتظار
حينما أتكاسل عن آداء النوافل
أتذكر أبنائي ومصائب الدنيا
أتذكر أبنائي ومصائب الدنيا
وأتأمل قوله تعالے :[ وكان أبوهما صالحا ]
فأرحمهم وأجتهد تفكير مُخلص
مشروعك الناجح هو ( أولادك )
فأرحمهم وأجتهد تفكير مُخلص
مشروعك الناجح هو ( أولادك )
ولنجاح هذا المشروع إتبع
ماأخبرنا به الصحابي الجليل
" عبد الله بن مسعود "
ماأخبرنا به الصحابي الجليل
" عبد الله بن مسعود "
عندما كان يصلي في الليل
وابنه الصغير نائم فينظر إليه قائلاً :
وابنه الصغير نائم فينظر إليه قائلاً :
من أجلك يا بني
ويتلو وهو يبكي قوله تعالى :
ويتلو وهو يبكي قوله تعالى :
(وكان أبوهما صالحاً )
نعم إن هذه هي الوصفة السحرية
لصلاح أبنائنا فإذا كان الوالد قدوة
وصالحاً وعلاقته بالله قوية
حفظ الله له أبناءه بل وأبناء أبنائه
لصلاح أبنائنا فإذا كان الوالد قدوة
وصالحاً وعلاقته بالله قوية
حفظ الله له أبناءه بل وأبناء أبنائه
فهذه وصفة سحرية و(معادلة ربانية )
كما أنه في قصة سورة الكهف
حفظ الله الكنز للوالدين
بصلاح جدهما السابع
حفظ الله الكنز للوالدين
بصلاح جدهما السابع
ويحضرني في سياق هذا الحديث
أني كنت مره مع صديق عزيز عليَّ
أني كنت مره مع صديق عزيز عليَّ
ذو منصب رفيع بالكويت
ويعمل في عدة لجان حكوميه
ويعمل في عدة لجان حكوميه
ومع ذلك كان يقتطع من وقته
يومياً ساعات للعمل الخيري
يومياً ساعات للعمل الخيري
فقلت له يوماً : " لماذا لاتركز نشاطك
في عملك الحكومي
وأنت ذو منصب رفيع ؟!"
في عملك الحكومي
وأنت ذو منصب رفيع ؟!"
فنظر اليَّ وقال : " أريد أن أبوح
لك بسر في نفسي
لك بسر في نفسي
إن لديَّ أكثر من ستة أولاد
وأكثرهم ذكور
وأخاف عليهم من الانحراف
وأكثرهم ذكور
وأخاف عليهم من الانحراف
وأنا مقصر في تربيتهم
ولكني رأيت من نعم الله علي
ولكني رأيت من نعم الله علي
ّأني كلما أعطيت ربي من وقتي
أكثر كلما صلح أبنائي "
أكثر كلما صلح أبنائي "