الاثنين، 11 مايو 2020

نمنا في عالم ... واستيقظنا في عالم آخر

فجأة وبلا مقدمات
نمنا في عالم ... واستيقظنا
في عالم آخر مختلف
فجأة
لم تعد أوروبا حلم الهجرة
و لم تعد امريكا أقوى دولة
نيويورك لم تعد مثيرة
باريس لم تعد رومانسية
لم يعد سور الصين حصناً
ومكة والمدينة... فقدوا المصلين
واصبحت كل المساجد فارغة
حتى الكنائس أغلقت ابوابها
الكل اصابه الهلع من الموت
الكل ادرك حجمه الحقيقي
فلا قيمة للانسان على وجه الارض
فجأة.. توقفت كل الحروب
وتوقف القتل واصبح القاتل والمقتول
مطلوبون لعدالة السماء
ممثلة في فايروس لا تراه العين
وفجاة . أصبح السلام و العناق
والقبلات أسلحة نخاف منها
واصبح عدم زيارة الآباء والأهل 
والأصدقاء..  دليل محبة
فجأة أدركنا أن لا قيمة فعلية
للقوة والجمال والمال والسلاح
و أصبح  همنا الاكبر أن نحصل
على الأوكسجين وان نضمن وجوده
اذا افترسنا الفيروس
توقفت كل مرافق الحياة فلا مطارات
ولا مدارس ولا جامعات ولا مطاعم ولا كافيهات
لا دور خمارات ولا نوادي قمار
وهذا الامر اجمل ما في الموضوع
لقد اصبح  العالم اكثر طهارة
وأجمل وأنقى من دوننا
فالبيئة تحسنت والاوزون توقف
عن التهتك
 وانطلقت الغزلان والماعز البري تركض
في افخم الشوارع
بينما البشر محجورين في البيوت
التي تحولت فجأة الى سجون ارادية
وبصرف النظر هل هو فيروس طبيعي
ام صنعه البشر الا انني
أعتقد أنها رسالة من السماء تقول لنا :
الأرض والماء والسماء والهواء بدونكم بخير
والعالم مستمر بدونكم
وعندما تعودوا للحياة
لا تنسوا ابدا أنكم ضيوف
انتم لستم سادة الارض
انتم مجرد ضيوف
نتعلم من كورونا
تعتبر الإيجابية أهم الوسائل النفسية
في التعامل مع الأزمات
يواجه كل العالم حرباً بيولوجية
ضخمة يشنها
(فيروس كورونا المستجد covid19)
وهو العدو المتناهي الصغر
فقد عطل الحياة لما يقارب من ثلث العالم
بقوا في المنازل بلا تعليم أو عمل
إن هذه الحرب تجعل الجميع يتسلح
بكثير من الأسلحة وأهمها الإيجابية
ففي مقابل النار التي تأكل الأخضر واليابس
هناك الماء الذي يكون برداً وسلاماً
على كل ما يمر عليه
إن عنوان المقال ليس استفزازياً
ولكنه الوجه الآخر الذي يجب أن ننظر له
ومع العزلة التي نقوم بها
من أجل الوطن وصحته
وهي العزلة المبنية على دراسة علمية
ذات خط زمني مجدول يتابعه
علماء الصحة
وخبراء الأوبئة حول العالم

لذا يجب أن ننظر بعين الإيجابية
ونترك الشكوى والتذمر
ونتعايش ونتكيف مع الظرف الحالي
تقول لنا النظرة الإيجابية:
إن التآلف الأسري الذي خلق مع العزله في زمن
الكورونا حيث تقضي الأسرة الواحدة
كل الوقت مع بعضها البعض
ويكتشف الأفراد بعضهم البعض
في وقت غابوا عن بعض
في دروب الحياة
تغيرت السلوكيات على مستوى
النظافة الشخصية والعامة
من الأفراد والمؤسسات وبزغ نور الوعي
السلوكي الحضاري
وتغيرت ثقافة مجتمعات بالكامل
بغض النظر عن المستوى المادي والعلمي
حيث ارتبطت السلوكيات في الماضي
بارتفاع المستويين المادي والعلمي
وستكون هناك عدالة مجتمعية في الذوق العام
فكثافة الدعوات أوجدت مناخاً
إيجابياً ونفسياً
للامتثال للأوامر وتطبيقها
يعتبر خبراء التقنية أن أزمة كورونا
هي الوقت المناسب من أجل اعتناق
أفكارهم التي ينادون بها من أجل
تفعيل الحياة الافتراضية
في كل مناحي الحياة
وتوفير الوقت والمال والجهد
وهاهي حياتنا اليوم فكل الأمور
وأكثرها أهمية تدار عن بعد
تكاتفت الدول والشعوب فيما بينها
لمواجهة العدو المشترك للبشرية
واختفت أخبار الحروب
وجند كل العالم من أجل حربه
ضد هذا الفيروس
ولو استغل العالم هذا
لما بعد الأزمة
لعم السلام العالم أجمع
نرى تقشف العالم فيما يخص
مصادر الطاقة والتقليل منها
وانعكاس ذلك على انخفاض
مستويات التلوث ونظافة المدن
وآثاره الإيجابية على البيئة
إن الاعتماد الكلي على طاقاتنا الوطنية
منذ اندلاع الشرارة الأولى في 2 مارس
وهبت كل الجهات الحكومية
في كافة المجالات كل حسب تخصصه
من أجل صحة وسلامة الوطن
لا ننسى أهمية تفعيل الخطط
البديلة وخطط الطوارئ
واختبار مدى فعاليتها على مستوى
الوزارات والمؤسسات الخدمية
وهذا ما هو حاصل الآن
في الختام؛ نرى تكاتف الشعب السعودي
وامتثاله لقرارات القيادة الحكيمة
في كل الإجراءات الاحترازية
وهذا هو المواطن
في كل الظروف عون وسند
ألم أقل لكم إننا نتعلم من كورونا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الخميس، 7 مايو 2020

أروع صور البِرّ

من صور البِرّ الرائعة
يروي الدكتور عن شيخه
حفظهما الله هذه القصة العجيبة فيقول:
أم زوجتي كبيرة في السنّ
وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب
ومنذ أن تزوجتها وهي في كل رمضان
تتصل على أمها بالهاتف
لبعد المسافة
قرابة الساعة 12 ليلاً
وتقرأ زوجتي القرآن كلمة كلمة
وأمها تُردّد خلفها كلمة كلمة
حتى تُنهي معها جزءاً کاملاً
ويستغرق هذا الجهد من الوقت
قُرابة الساعة والنصف
وهذه حالهما ماشاء الله، كل ليلة
وفي ختام التلاوة تَغمر الأم ابنتها
بالدعوات الطيبات المباركات
التي وأنت تسمعها لا تتمنى
إلا أن تكون أنت المدعو له بها
فإذا جاءت آخر ليلة من رمضان
تختم زوجتي وأمها
القرآن كاملاً
فلا أستطيع أن أُحدّثك عن
شدة تلك المشاعر الإيمانية
وذلك البكاء والفرح الذي
لا تقوم له الدنيا بأسرها
لختمهما القرآن
وكأنك ترى معنى قول الله عز وجل
يتمثل أمامك واقعاً حياً:
﴿*قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ
فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ*﴾
أي وربي فبذلك فليفرحوا حق الفرح
انتهت
يعلق الدكتور على هذه القصة قائلاً:
هل أتعجب من صبر البنت وإحسانها لأمها
كنوع فريد من البرّ ..؟
أم من صبر الأم ومكابدتها
لتنال أجر تلاوة القرآن
بالرغم من أنها أُمية..؟
أم من صبر الزوج
وإكرامه لهما بوقته
وتشجيعه لزوجته
على أن تبرّ بأمها
بهذا الأسلوب
أم أتعجب
من توفيق الله لهم جميعاً
في فعل مثل هذا الخير
والمسارعة لعموم الطاعات
فالكثير منا يعرف طُرقها
ولكن القليل
من يوفق للعمل بها
إن صور البرّ للآباء والأمهات كثيرة
وأبوابها واسعة
وأبناؤنا وبناتنا ولله الحمد
يؤدون الكثير منها
زادهم الله صلاحاً
وسائل تقوية الحب
الأسري مع الأطفال
أهم وسيلة، الكلام المهذب
حيث فيه يذوب الجليد ويلين الحديد
وتقوم الجسور المتينة والقوية
السؤال عن الأبناء حال المرض
أو العافية يشعرهم
بوافر السعادة وعظيم الامتناء
المشاركة في الحديث
وحسن الإصغاء للأطفال يشعرهم
بوجودهم وقيمتهم
مع استخدام بعض
الألفاظ التي تسعدهم
الربت على الكتف
والضغط على اليد
مع النظرة الحانية التي تحمل
في طياتها
كلّ معاني الحبّ
إشاعة جو في البيت من الأنس
والبهجة والحبور
الاعتزاز بإنجازاتهم
والثناء عليها
لفت الانتباه باحتياجك إليهم
أكثر من احتياجهم لك
وأنّهم حسنة الدنيا التي وهبها الله لك
وبأنّهم الكنز المدخر
تجنب العبارات المؤذية والجمل
القاسية والكلمات النابية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الاثنين، 4 مايو 2020

احذر الفيلة في رمضان

احذر الفيلة في رمضان
قد تتعجبون من العنوان
لكن سيزول العجب حين أبيِّن المقصد
ولنبدأ بسرد هذه القصة
التي ستوضِّح المطلوب
جلس الإمام مالك في المسجد النبوي
كعادته يروي أحاديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم
والطلاب حوله يستمعون
فصاح صائح : جاء للمدينة فيل عظيم
( ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلا قبل ذلك
فالمدينة ليست موطنا  للفيلة )
فهرع الطلبة كلهم ليروْا الفيل
وتركوا مالكا
إلَّا يحيى بن يحيى الليثي فقط
فقال له الإمام مالك :
لِمَ لَمْ تخرج معهم؟ هل رأيت الفيل من قبل ؟
قال يحيى : إنَّما رحلت
لأرى مالكاً لا لأرى الفيل
لو تأمَّلنا هذه القصة
لوجدنا أنَّ واحداً فقط من الحضور
هو من عَلِمَ لماذا أتى ؟ وما هو هدفه ؟
لذا لم يتشتت
ولم يبدد طاقاته يمنة ويسرة
أما الآخرون فخرجوا يتفرجون
فانظر لعِظَمْ  الفرق  بينهم
لذا نجد أنَّ من حدَّد الهدف
واستعان بالله .. وصل 
فكانت رواية
الإمام يحيى بن يحيى الليثي
عن مالك هي المعتمد للموطأ
أمَّا غيره من الطلبة المتفرجين
فلم يذكرهم لنا التاريخ
وفي زماننا هذا يتكرر الفيل
ولكن بصور مختلفة
وطرائق شتَّى
وخصوصاً في رمضان
فالناس في رمضان صنفان :
صنف قد حدَّد هدفه
فهو يعلم ماذا يريد من رمضان
وما هي الثمرة
التي يرجو تحصيلها
وصنف آخر غافل لاهٍ مفرِّط
تستهويه أنواع الفيلة المختلفة
فالقنوات الفضائية فيلة
والمسلسلات والأفلام والأغاني فيلة
والغيبة والنميمة
وأنواع المحرمات فيلة
والمضيِّعون للأوقات فيلة
والفيس بوك والواتساب
والإنستجرام  فيلة هذا الزمان
فاحذر الفِيَلة وبريقها
فإنها ستسلب منك
أفضل أوقات العام
وحدِّد لك هدفاً في رمضان
واستعن بالله ولا تعجز ولا تتشتت
فإنَّ المحروم من حُرِمَ الأجر
في موسم الأجور
والمغبون من ضيَّع
السلعة الغالية بثمن بخس
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~