الجمعة، 3 أغسطس 2012

النقص تميز إيجابي عند الآخرين

 يعمل رجل بسيط بجلب الماء
من النهر لبيعه في القريه


ويستخدم دلوين لحمل الماء بهما من النهر للقرية
احد هذه الدلاء كان مثقوبا
وهذا يعيب الوعاء بلا شك
فكانت هذه عقدة نقص بالنسبة للدلو طالما أرقته
وشعورا بالغيرة من أخيه التام
الذي يحافظ على كمية الماء بداخله
وفي احد الايام كان الرجل مستلقيا بجانب النهر
ينتظر الوقت حتى يعود بحمولة الماء
ويبيعها اقترب الدلو المثقوب من سيده فكان الحوار
الدلو:سيدي اريد أن أطلب منك طلبا فلا تردني السيد
تفضل حبا وكرامة !!
الدلو : سيدي مضى على الثقب الموجود بجسدي مدة طويلة
ولا اراك مهتما باصلاحه
السيد : والمعنى ؟
الدلو : المعنى على قسمين
الاول:ثقبي يسبب تسربا بالماء
وبالتالي لا تاخذ الاجر المناسب لجهدك
الثاني والاهم:ان هذا يسلب مني ثقتي بنفسي
ويجعلني ناقصا بعيني وبعين أخي
الصحيح.وبعينك انت بالذات .
السيد: ومن قال لك اني اعتبرك ناقصا؟
ومن قال لك بان نقصك يحرمني اجرا ؟
بل على العكس تماما انا استفيد منك اكثر من اخيك
الدلو مستغربا:وكيف يحصل هذا؟
فما كان من السيد
الا توجه الى بداية الدرب المؤدي الى القرية
وطلب من الدلو ان ينظر
وسأله :ما هو المميز في هذا الدرب ؟
الدلو: انه درب طويل ,مليء بالازهار الجميلة من كل الانواع
السيد: هل تلاحظ ان الازهار تنبت على جانب واحد فقط؟
الدلو : ماذا يقصد سيدي ؟
السيد: اقصد ان ما تعتبره نقصآ بك ماهو الا حسنة
وشيء يميزك عن غيرك من الدلاء الصحيحة !!
تعجب الدلو من رد سيده
قال السيد:دعاني تسرب الماء منك
الى ان ارمي بذورالزهور
على جانب الطريق الذي احملك منه
فنبتت الزهور مروية بالماء المتسرب منك
فأصبحت تؤمّن دخلا أخرا لي، اقطفها وأبيعها
لأغنياء القرية الذين يغدقون علي العطايا لجمال الزهور
ولو كانت هذه صفة نقص بك
لما تسببت بالفائدة لي
ولما احتفظت بك وافتخرت باقتنائك كل هذه المدة
لا تقف عن ظاهر الامر وفكر في ابعاد الصفات
التي تعتبرها معيبة بحق نفسك وهنا ادرك الدلو
ان ليس كل صفة نقص هي بالحقيقة صفة نقص
بل أن من الصفات التي نعتبرها صفات نقص تكون
بالحقيقة صفة تميز ايجابي بعين الاخرين
وكل ما ينقصنا هو الثقة بالنفس

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق