الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

حدثوني عنها فعشقتها وياروعة الحديث عنها

(حدثوني عن الجنه فقالوا)
في الجنّة ... اهلٌ لا يفقدون
وأحبة لا يرحلون

واصدقاء لا يغيبون 
في الجنة ... نعيم لا يدركه الخيال
وسعادة لا تعرف الزوال
وأحلام لا تعرف المحال
في الجنة يتوقف الزمن
وتختفي عقارب الساعه
وسيكون الخلود لما ﻻ نهاية
بقاء سرمدي في نعيم مقيم
في الجنة ... حُزنٌ راحِل
هم زائِل .. ضيق مُتبدل
فرَح مُتزلزل
وَعمر طويل المَدى 
في الجنة ... لاتعب لامرض
" لاشقاء لا انين"
لا حنين لا انتظار للسنين
  فقط ... سلامة وسعاده  

قُصورها ذهب والمِسكُ طينتُها
والزعفرانُ حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارُها لبنٌ مصفى ومن عسلٍ
والخمرُ يجري

رحيقًا في مجاريها 
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨَّﺔ ﻓﻘﻂ ... ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﻧﺤﻠﻢ
ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﻧﺄﻣﻞ ... ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﻧﺘﺨﻴﻞ 

ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨَّﺔ ﻓﻘﻂ .. ﻋﻴﻦ ﻻ‌ ﺗﺪﻣﻊ
ﻗﻠﺐ ﻻ‌ ﻳتأﻟﻢ .. ﺟﺴﺪ ﻻ‌ ﻳﻔﻨﻰ
ﻓﺮﺣﺔ ﻻ‌ ﺗﺒﻠﻰ

في الجنّة - سنضحكُ كثيرًا
وننسى شكل التعب وألوان الوجع

سنفرحُ فرحآ ابديّ  لانهاية له 
الجنَة .. فيها ما لا عين رأت
ولا أذُن سمِعَت
ولا خطر على قلب بشر 

الجنّة شجاني حبّها
حتى بكيتُ,
وفي قلبي لها شوقًا بنيتُ,

جمعنا الله وإياكم
فيها على سرر متقابلين
مع
والدينا واهلينا ومن نحب
والمسلمين اجمعين
ومن قال آمين آمين

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

مأساة من يقع في حب ما ليس له

مضت بإنائها مرّة ..
تصب الماء في الجرّة ..
فأحزنها بأن الثقب
يسرق ماءها عبرهْ ..

ولكن دون أن تدري
سقت من خلفها هرّة

ومن قطرات ساقطةٍ
نمت من جنبها زهرة ..
فلا تحزن على شيءٍ
فربّ لكسرةٍ جبرة .
قد يعشـق العصفور سمكـة !!
ولـكن المصيبة
أيّن سـيعيشان...؟
في الماء أم في الهواء..؟
هذه هي مأساة
من يقع في حب ما ليس له ..دائماً
وفي النهاية يطير أحدهما
بينما الاخر .. 
يسبحُ فَي بحّر من الاحزان
او يحاول الطيران .. فيموت
لَستُ قَادراً عَلى تَقديمِ نَفعْ
وَ لَا حَتىَ رَدعِ ضُر
لَكمْ حُريةُ الفِعلْ 
وَ لِي حُريةُ الإسْتيِعَابْ
أفعالُكَ كفيله
بِأن تجعلني أندم لِ معرفتك
صَفَعَات الأيَام مُؤْلِمَة لَكِنَهَا مُوقِظَة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الأحد، 2 نوفمبر 2014

كلام رائع ويلامس الواقع

من كلام الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
بعد الشّدَّة التي تربينا نحن عليها
صرنا نخاف على ابنائنا من تأثيرات القسوة
وبتنا نخشى عليهم

حتى من العوارض الطبيعية
كالجوع والنعاس؛ 

فنطعمهم زيادة، ونتركهم كسالى نائمين
ولا نوقظهم للصلاة،
ولا نُحملهم المسؤولية شفقة عليهم،
ونقوم بكل الأعمال عنهم،
ونحضر لوازمهم

ونهئي سبل الراحة لهم

ونقلل نومنا لنوقظهم ليدرسوا...
فأي تربية هذه؟
وما ذنبنا نحن لنحمل

مسؤوليتنا ومسؤليتهم؟؟
ألسنا بشراً مثلهم
ولنا قدرات وطاقات محدودة؟

إننا نربي أبناءنا على الإتكالية،
وفوقها على الأنانية،
إذ ليس من العدل قيام الأم
بواجبات الأبناء جميعاً وهم قعود ينظرون
فلكل نصيب من المسؤولية
والله جعل أبناءنا عزوة لنا
وأمرهم بالإحسان إلينا
فعكسنا الامر
وصرنا نحن الذين نبرهم
ونستعطفهم ليرضوا عنا

ولأن دلالنا للأبناء زاد عن حده،
انقلب إلى ضده؛
وباتوا لا يقدرون ولا يمتنون ويطلبون المزيد!
فهذه التربية تُفقد الإبن الإحساس بالآخرين
(ومنهم أمه وأبوه )،
ولن يجد بأساً بالراحة على حساب
سهرهم وتعبهم 
وإني تساءل:
ما المشكلة لو تحمل صغيرك المسؤولية؟
ماذا لو عمل وأنجز،وشعر بالمعاناة وتألم؟
فالدنيا دار كد وكدر
ولا مفر من الشقاء فيها

ليفوز وينجح

والأم الحكيمة تترك صغيرها
ليتحمل بعض مشاقها،
وتعينه بتوجيهاتها، وتسنده بعواطفها
فيشتد عوده ويصبح قادرآ
على مواجهة مسؤولياته وحده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الخميس، 30 أكتوبر 2014

نافذة على الأموات

إحدى اﻷخوات سكنت في مكة للدراسة
ولم تكن تعلم أن بجوار سكنها مقبرة
وحين فتحت نافذتها
وشاهدت المقبرة كانت هذه الكلمات
لم أنزعج أبدًا حين فتحت نافذة الغرفة
لأجدها مطلة على مقبرة قريبة
لاتبعد عنا إلا بعرض الشارع
الذي يفصل بيننا وبينها
كان الزحام شديدًا حين اضطررنا
للسكن في أي بقعة
شرط أن تكون داخل حدود الحرم

وحين رأيتها لأول وهلة ترددت

في هذه المساحة الواسعة المسورة والخالية
عدا من خطوط بارزة على أرضها
ترى ماذا عساها تكون ؟
احتجت بضع لحظات لأجزم بأنها مقبرة
الشيء الذي لايمكنني أن أراه إلا في الصور
والمكان الذي لايسمح لي

بدخوله إلا ميتة
وأقولها صراحة وأنا لا أدري
هل كان يحق لي أن أطيل النظر فيها أو لا ؟
إلا أني وجدتني مندفعة لتأملها
والنظر فيها معظم الوقت
حيث انتابني شعور مهيب لا أملك وصفه
إنها فرصتي التي ربما لا تتكرر
أن أتأمل في المكان
الذي سأسكن في مثله ولابد ..
ورغم مايقال عن المقابر ووحشتها
إلا أني كنت أراها من الأعلى
مشرقة نظيفة مرتبة
شدني ذلك الترتيب والتنظيم
في صف القبور وتسويتها
إذ لايميزها إلا ارتفاع بسيط
وبعض ممرات رئيسية بينها 
كانت القبور في عيني كأسنان المشط
لا فرق فالصورة واحدة
ولكن حتما حقائق مافي الداخل مختلفة
ففيها من كل أصناف الناس
ولكنك لاتدري من في حياة البرزخ جارك 
لا يملك المثقف أن ينزوي عن الجاهل
كما كان يفعل في الدنيا
ولا أصحاب المناصب عن العامة
فهنا ينام الحقير إلى جنب الوزير
والأمير بظهر الفقير
والصالح مع المنافق والفاسق جنبًا إلى جنب
كلهم فيما أراه سواء لافرق البتة
قد سمعت هذا كثيرًا وقرأته كثيرًا
ولكن ليس الخبر كالمعاينة
وليس من رأى المقابرأكثر من مرة
كمن يراها لأول مرة
وخارج أسوار المقبرة وعالمها الساكن
عالم يضج بالحركة والحياة
الناس بين ساع ومهرول
وبين ماش بسكينة ووقار
كل له شأن
والنهاية بينهم وبينها بضعة أمتار
ولكن .. رغم هيبة المنظر
إلا أنه بدا مألوفًا معتادًا للناس
أن يكون خلف هذا الجدار أناس مثلهم
قد انتهت صلاحيتهم للحياة
مسورون تحت التراب
لأنهم لو تركوا في العراء يتعفنون
ويفسدون على الأحياء حياتهم 
كنا في الغالب نسكن إلى جوار الحرم
لنطل في كل لحظة على صحن الحرم
وساحاته لنرى أناسًا يعملون
فنزدري أعمالنا ، يتعبون فنحتقر تعبنا
يتسابقون فنحاول أن نتأسى بهم
وأن نكون مثلهم 
أما هذه المرة فنطل على أناس
لايملكون تسبيحة ولاتحميدة
ولاحسنة واحدة
إنهم يقولون لي بلسان حالهم
لاتتوقفي ولا تفتري
افعلي مالانستطيع فعله
واعملي قبل أن لاتستطيعي أن تعملي
كان الدافع هذه المرة مختلف تمامًا
لا أدري هل نفعتهم وأنا أبتهل لهم
كلما رأيتهم أن يغفر الله لهم ويرحمهم
بقدر ما نفعتني رؤية قبورهم الساكنة أمامي
صورة المقابر الحية هذه المرة
أحيت في قلبي الكثير 
رأيت الحياة قصة قصيرة للغاية
بدت في عيني كبابان متقابلان
ندخل من هذا لنخرج من ذاك
مجردين كما دخلنا
ليكون كل ما أعطيناه في الدنيا
من معطيات ومكاسب وممتلكات 
لا تتعلق وتتمسك بما في يدك
إنما هو عارية
لاتنظر لما في يد غيرك
لاتزدري نعمتك ، لاتحتقر غيرك
ولاتغتر بمن حولك
وانشغل بنفسك وركز همتك
وجد واجتهد لتحقق الغاية
التي خلقت من أجلها 
الوقت قصير، وعما قريب
نخرج من الباب مكرهين
ونتوسد التراب ونصطف
إلى جنب الأموات بكل أنواعهم
وطبقاتهم ومستوياتهم وثقافاتهم
لايميزنا عنهم إلا شيء واحد
( ما عملناه وفق معطياتنا )
حينها سندرك أن حقائق الأعمال
عند الله ومثاقيلها وموازينها
ليست كما تبدو لنا هنا
و أن صدقة الفقير ليست كصدقة الغني
وسعي الضعيف ليس كسعي القوي
ومواقع الأعمال عند الله
لها قرع مختلف تمامًا
عما نسمع هنا
اعمل ولا تلتفت ..
هناك فقط ستسمع النتيجة
وتعيشها .. حلوة كانت أو مره
( يارب أيقظنا من غفلتنا )
وكفى بالموت واعظًا

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

اعمل ما شئت كما تدين تدان

تحدث احد الآباء فقال
أنه قبل خمسين عاماً حج مع والده
بصحبة قافلة على الجمال
وعندما تجاوزوا منطقة عفيف
رغب الأب أن يقضي حاجته
فأنزله الأبن من البعير
و مضى الأب إلى حاجته وقال للإبن:
انطلق مع القافلة أنت و سوف الحق بكم

مضى الإبن وبعد برهة من الزمن

التفت ووجد أن القافلة بعدت عن والده
فعاد جارياً على قدميه ليحمل والده

على كتفه ثم انطلق يجري به

يقول الإبن: و بينما هو كذلك

أحسست برطوبة تنزل على وجهي
وتبين لي أنها دموع والدية . فقلت لأبي:
و الله إنك أخف على كتفي من الريشة
فقال الأب: ليس لهذا بكيت
و لكن في هذا المكان حملت أنا والدي
البر لا يبلى .. والذنب لا ينسى
والديان لا يموت
اعمل ما شئت كما تدين تدان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~