الخميس، 2 يناير 2014

ثقافة الإحباط .. والطريق نحو المستقبل ..؟؟

كلنا رأى في حياته ذلك المشهد
مشهد الطفل الصغير
وهو يخطو خطواته الأولى بقدمين ضعيفتين
فكم مرة يتعثر فيقع على الأرض
ثم يحاول الوقوف والسير من جديد ليقع من جديد
ومع ذلك فهو لا يكف عن المحاولة
ونرى الجميع من حوله يشجعونه بكل وسيلة
لكي يتابع الخطى ولا يتوقف عن المحاولة
وهم فرحون بذلك مسرورون
مع الجزم أن هذه الخطى المترنحة
ستقوده لا محالة إلى النجاح
والسير بخطى ثابتة واثقة
ولكن المشهد يتغير كثيرا
عندما يكبر ذلك الطفل
حيث ينشأ على ثقافة اليأس والإحباط
فنراه لا يسعى بتلك المثابرة
وإن تعثر مرة لا يحاول النهوض مرة أخرى
كما أن من حوله يثبطون من عزمه
وينقصون من همته
ولا نعد نرى كلمات التشجيع، أتعلمون لماذا؟
إنها حالة انعدام الثقة في النفس
والخوف من الفشل
وسيطرة ثقافة اليأس والإحباط
وهذه الثقافة السائدة في مجتمعاتنا
قد تدفع بعضنا أحيانا إلى الرضا
أو الارتياح لوضع سيء خوفا مما قد يكون اسوأ
فنحن لا ندري ما ستقود إليه التجربة
فنرفض أن نغامر أو نجازف
ونرفض أن ندفع ثمن التجربة
وذلك في الحقيقة يجعلنا نقف في المكان نفسه
لا نتحرك إلى الإمام
إن الكثير من الأفراد في مجتمعاتنا
يحملون طموحات وآمالا كبيرة في أنفسهم
لكن هذه الطموحات والآمال
تظل حبيسة النفس والوجدان
  وليس لها أي صدى في واقع حياتهم
لأنهم لم يتم تنشئتهم على روح المبادرة
والمثابرة والعمل
ولسيطرة الإحباط على النفوس
ونحن نرى انعكاس هذه الثقافة
في شتى المجالات داخل المجتمع
فعلى الصعيد الاجتماعي حيث حالة الانعزال
والخوف من التفاعل مع من حولنا
حتى أصبحت الكثير من الأسر والبيوت
هي جزر منعزلة عمن حولها
والأفراد يعانون من فقدان الخبرات الاجتماعية
وعلى الصعيد الاقتصادي
لا يستطيع الشخص أن يقيم مشروعا ما
وحتى المشروعات التي تقام في مجتمعاتنا
هي مشروعات تقليدية مستنسخة
من المجتمعات الأخرى تفتقد لحاسة الإبداع
فلا نرى شركات ضخمة
تعتمد على الفكر والعقل البشري

إن حالة الإحباط والخوف من الفشل

هي أول حجر عثرة نضعه بأنفسنا
في طريقنا نحو المستقبل لنعوق به حركتنا
وعندما نتحرر من هذه الحالة
سنكون قد وضعنا أول خطواتنا
في طريق التقدم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق