الجمعة، 28 ديسمبر 2012

كيف تضع حدوداً في علاقتك بالآخرين؟

احياناً يفشل الإنسان في التركيز
على أهدافه وطموحاته
لأنه يركز طاقته في محاولة التعرف على الطريقه المثلى
للتعامل مع الآخرين دون إدراك ذلك على أرض الواقع

وقد يكون اختيار الرجل التعامل مع المحيطين به
بنوع من التساهل والود الزائد سبباً في حدوث مشكلات عدة
أقلها ضرراً شعوره بعدم الرضا عن ذاته

وقد يصل الأمر إلى شعوره بأن كرامته قد أهينت
من خلال هذا الموضوع سنبحث معاً عن الطريقة المثلى
لكي يتمكن كل شخص من وضع حدود في تعامله مع الآخرين
لماذا عليك أن تضع حدوداً في علاقتك بالآخرين؟
1- حتى يمكنك السيطرة على كيفية تعامل الآخرين معك
وأن تفرض احترامك عليهم
وحتى يمكنك أن تعيش حياتك وفقاً لما رسمته لنفسك
وليس وفقاً لما يسمح الآخرون لك به

2- حتى تساعد الآخرين على التعرف
على ما يرتكبونه من خطأ تجاه الآخرين
وأن تعلمهم أن لأفعالهم نتائج وتبعات لابد لهم من تحملها
وأن تصرفاتهم السيئة حيال الآخرين
ستضرهم كما ستضر الآخرين

كيف تقوم بالمواجهة؟
البعض قد يقبلون تدخل الآخرين في حياتهم أو إساءتهم لهم
أو فرض مجموعة من الاختيارات عليهم
خوفاً من المواجهة أو الدخول في صراع

غير أن الصراع في حد ذاته قد يكون إيجابياً
ويأتي بالنفع عليك، ولا نقصد بالصراع هنا
أن تدخل في مشاجرة مع الآخرين من أجل إثبات وجهة نظرك
بل عليك أن تكون واضحاً في كلامك مع الآخر
وأن تكون متأكداً أنه قد تفّهم كلامك جيداً

إذا كنت تحب نفسك حقاً
فعليك ألا تتجنب الصراع أبداً للوصول إلى هدفك
خض هذا التحدي، حتى تنضج شخصيتك
وتتعلم كيفية التعامل مع من حولك

لكن عليك أن تدرك جيداً أن الهدف من المواجهه
ليس أن تجبر الآخرين على الاعتراف
بأن رؤيتك للأمور هي الصحيحة
بل الهدف الحقيقي هو أن تصل معهم لأرضية مشتركه
يمكنكما من خلالها إيجاد طريقة أفضل للتعامل
دون إجحاف من جانب أي طرف

التسليم بالأمر الواقع وتقبل الطريقة التي يعاملك الآخرون بها
سيحرمك ويحرمهم من تطوير شخصياتكما
لأن كل مواجهة مع الآخر تنمي جانباً جديداً في شخصيتكما
كما أنها تقدم لك معطيات جديده
تجعلك أكثر ثقة في قرارك بوضع حدود للتعامل معهم

وتأكد أن استسلامك للأمر سيجرحك ويجرح الطرف الآخر
وسيمنعكما من إيجاد طريقة مثلى للتعامل باحترام وود
ولكي تتجنب الوقوع في فخ الجفاء والنفور
عليك أن تتعلم أن تهتم بالآخرين حقاً
وألا تمتنع عن إظهار جانبك المتعاطف

فقط احرص على خلق مسافة معينة بينكما
يغلفها الاحترام المتبادل
إذا كنت تعمل تحت قيادة مديرك، ولاحظت أنه قد اساء إليك
بشكل شخصي في أحد المواقف، فلا تتقبل الأمر
عليك مواجهته والتحدث معه لأن هذه الطريقة في التعامل
لا تليق به كمدير كما أنك لن تتقبلها في المستقبل

الأمر لا ينطوي على التهديد
بأن تشكوه إلى "الموارد البشرية"
أو السخرية من طريقة تعامله مع الموظفين
إو إحراجه وإظهار عدم كفاءته
بل وضع حدود تريح الجميع وتضمن سير العمل
بشكل منظم يقوم على الود والاحترام المتبادل

أما إذا كنت مديراً
فعليك ألا تتقرب من مرءوسيك بشكل مبالغ فيه
بحيث تختفي الحدود بينكما
ويصبح الأمر وكأنكما صديقان في نزه
أياً كان موقعك، فعليك أن تبتعد عن الأنانية
ونقصد بالأنانية هنا.. أن تحرم الآخرين
من رأي صادق أو نصيحة مخلصة قد يكونا سبباً في تجنب
صراع محتمل أو علاج مشكلة طارئة
فهذا يعني أنك لا تهتم للآخرين ولست متعاطفاً معهم
بل يغمرك حب الذات والنرجسيه
وتريد أن يعاملك الآخرون
وفقاً لما تراه صحيحاً من وجهة نظرك

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

هناك تعليقان (2):

  1. ربما المشكله في الاهتمام الزائد بهذه العلاقة
    والفكره تبدا صغيره وبسقيها تكبر حتى تسيطر
    لعل في الانشغال بما يفيد علاج شافي
    وشكر على المواضيع الهادفه والترتيب

    ردحذف
    الردود
    1. صدقت فيما دونت وشكرى الجزيل على ذوقك ورُقيك فى الأسلوب والتعبير الذى يدل على مستوى رائع مرورك اسعدنى تقديرى الخاص لك

      حذف