الأحد، 8 سبتمبر 2013

التَأَمُلْ فِي حَيَاتَنَا

ﺣﻴﺎﺗﻨَﺎ ﻣَﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤُﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘِﻲ ﺗُﻌﻄﻲ ﺍﻟﻜَﻮﻥ
ﺩَﻭﺭﻩ ﻓِﻲ ﺍﻟﺤَﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪُﻧﻴﻮﻳﺔ
ﻫَﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻳَﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌَﺎﻗﺒﺔ ﺍﻷ‌ﺣﺪَﺍﺙ
ﺃﻭﺟَﺪﺕ ﻋِﻨﺪ ﺍﻹ‌ﻧْﺴﺎﻥ ﺛﻘَﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘَﺄﻣﻞ
ﻓِﻴﻤﺎ ﻳَﺤﺪﺙ ﺣﻮﻟُﻪ ﻣِﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺨﺘَﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﻀَﺎﻣﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻣِﻞ ﻓِﻴﻤﺎ ﺑَﻴﻦ ﺩَﻓﺘﻲ ﺍﻟﺬِﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜِﻴﻢ
{ ﻛِﺘَﺎﺏٌ ﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻣُﺒَﺎﺭَﻙٌ ﻟِّﻴَﺪَّﺑَّﺮُﻭﺍ ﺁﻳَﺎﺗِﻪِ }
ﻳَﺠﺪ ﺃَﻥ ﺍﻟﺘَﺄﻣﻞ ﻭَﺍﺟﺐ ﺩِﻳﻨﻲ 
ﻭﻫُﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜَﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﺍﻵ‌ﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘِﻲ ﺗَﺤﺚ
ﻋَﻠﻰ ﻭﺟُﻮﺏ ﺍﻟﺘَﺄﻣﻞ ﻓِﻲ ﻛَﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔَﺴﻴﺢ
{ ﺃَﻭَﻟَﻢْ ﻳَﻨﻈُﺮُﻭﺍْ ﻓِﻲ ﻣَﻠَﻜُﻮﺕِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻷ‌َﺭْﺽِ }
 ﻭﻗَﻮﻟﻪ { ﺃَﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﺍ ﻓِﻲ ﺃَﻧﻔُﺴِﻬِﻢْ }
ﻭﻗَﻮﻟﻪ ﺗﻌَﺎﻟﻰ { ﺃَﻓَﻠَﻢْ ﻳَﺴِﻴﺮُﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﻷ‌َﺭْﺽِ
ﻓَﻴَﻨْﻈُﺮُﻭﺍ ﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﺎﻗِﺒَﺔُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻬِﻢْ }
ﻭﻏَﻴﺮ ﺫَﻟﻚ ﻣِﻦ ﺍﻵ‌ﻳَﺎﺕ ﺍﻟﺘِﻲ ﺗَﺪﻋﻮﺍ ﻟﺬَﻟﻚ 

ﻓﺎﻟﺘَﺄﻣﻞ ﻧَﻮﻉ ﻣِﻦ ﺃﻧﻮَﺍﻉ ﺍﻟﻌِﺒﺎﺩﺓ
ﻭَﻫﻮ ﺭِﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮَﻋﻲ ﻓِﻲ ﺍﻟﻔَﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧِﻠﻲ ﻟﻠﻨَﻔﺲ
ﺑَﻌﺪ ﺩُﺧﻮﻝ ﺍﻟﺬَﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺘَﻨﻘﻞ ﺑﺎﻷ‌ﺣَﺎﺳﻴﺲ ﻭﺍﻟﻤﺸَﺎﻋﺮ ﻓِﻲ ﻫَﺬﺍ ﺍﻟﻔَﻀﺎﺀ
ﺑَﻴﻦ ﻣﺤﻄَﺎﺕ ﻋِﺪﻩ ﻣِﻦ ﺍﻟﺠِﺴﻢ ﺇﻟَﻰ ﺍﻟﻌَﻘﻞ
ﻭﺇﻟَﻰ ﺍﻟﻔِﻜﺮ ﻭﺍﻟﺮُﻭﺡ ، ﻭﺃﺑْﻌﺪ ﻣِﻦ ﺫَﻟﻚ

ﻭﻟﻠﺘﺄﻣُﻞ ﻃﺮﺍﺋِﻖ ﻋِﺪﺓ
ﻭﻟَﻴﺲ ﻫُﻨﺎﻙ ﻃﺮِﻳﻘﺔ ﺃﻓﻀَﻞ ﻣِﻦ ﻃَﺮﻳﻘﺔ
ﺑَﻞ ﻫُﻨﺎﻙ ﻃﺮِﻳﻘﺔ ﺃﺳﻬَﻞ ﻣِﻦ ﺍﻷ‌ﺧﺮَﻯ
ﻭَﻻ‌ ﺗﺮﺗﺒِﻂ ﺍﻟﺴُﻬﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮِﻳﻘﺔ
ﻭﺇﻧﻤَﺎ ﻟﻬَﺎ ﻋِﻼ‌ﻗﺔ ﺑﻄﺒِﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸَﺨﺺ ﺍﻟﻤﺘﺄﻣِﻞ
ﻭﻳُﻤﻜﻦ ﻣُﻤﺎﺭﺳﺘﻪ ﻓِﻲ ﺃﻱْ ﻣَﻜﺎﻥ ﻭﺯَﻣﺎﻥ
ﻭﺑَﻌﺪ ﺩِﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋِﻠﻤﻴﻪ ﻭﺑَﺤﺜﻴﺔ ﻣُﺴﺘﻔﻴﻀﺔ
ﻣِﻦ ﻗِﺒﻞ ﺃﻫﻞْ ﺍﻹ‌ﺧﺘﺼَﺎﺹ ﺗﺒَﻴﻦ ﻟﻬَﻢ
ﺃَﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣُﻞ ﻳﻤﻨَﺢ ﺍﻟﻤﺘَﺄﻣﻞ ﺷﻌُﻮﺭ ﺑﺎﻟﻬﺪُﻭﺀ
ﻭﺍﻹ‌ﺳْﺘﻘﺮﺍﺭ ، ﻭﺍﻟﺴَﻼ‌ﻡ ، ﻭﺍﻟﺘَﻮﺍﺯﻥ
ﻭﻳُﻌﺪ ﻣِﻦ ﺃﻫَﻢ ﻭﺳَﺎﺋﻞ ﺗَﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺬِﻫﻦ
ﻭﻟَﻪ ﺩَﻭﺭ ﻓَﻌﺎﻝ ﻓِﻲ ﺧَﻔﺾ ﻣُﺴﺘﻮﻯ ﺿَﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ
ﻭﺗﻘﻠِﻴﻞ ﺍﻟﺸﻌُﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻮَﺗﺮ
ﻭﺍﻟﻘَﻠﻖ

ﻭﺍﻟﻐَﻀﺐ
ﻭﻣِﻦ ﺍﻟﻌَﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘِﻲ ﺗﻘَﻮﻱ ﺍﻟﺠﻬَﺎﺯ ﺍﻟﻌَﺼﺒﻲ
ﻭﻳُﺴﺎﻋﺪ ﻓِﻲ ﺧَﻔﺾ ﻣﺨﺎﻃِﺮ
ﺍﻹ‌ﺻَﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑَﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺒِﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴَﻜﺘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫَﺎ ﻣِﻦ ﺍﻹ‌ﻳﺠﺎﺑﻴَﺎﺕ
ﺍﻟﺘِﻲ ﺗَﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻨَﻔﻊ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﺠِﺴﻢ
ﻓَﻬﻮ ﻣِﻦ ﺃﺭﻗَﻰ ﺍﻷ‌ﻣُﻮﺭ
ﺍﻟﺘِﻲ ﺗُﻌﺰﺯ ﺍﻟﺼِﺤﺔ ﺍﻟﺒَﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨَﻔﺴﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺄﻣُﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘَﻈﻢ ﺍﻟﻴَﻮﻣﻲ ﻳﻮﻟِﺪ ﺍﻟﺤَﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨَﺎﻣﺴﺔ
ﺍﻟﺘِﻲ ﺃﻃﻠِﻖ ﻋَﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮَﻋﻲ ﺍﻟﻜَﻮﻧﻲ
ﻓَﻬﻮ ﺷَﺠﺮﺓ ﻣَﺰﺭﻭﻋﺔ ﺩَﺍﺧﻞ ﺍﻹ‌ﻧْﺴﺎﻥ
ﺗَﺤﺘﺎﺝ ﻓَﻘﻂ ﺇﻟَﻰ ﻣَﻦ ﻳَﺮﻋﺎﻫﺎ ﻟِﺘﻨﻤﻮ ﻭﺗُﺜﻤﺮ
ﻭﻳَﻜﻔﻲ ﺃَﻥ ﻳﺘَﺄﻣﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀْ ﻧَﻔﺴﻪ ﻛَﻴﻒ ﻛَﺎﻥ !!
ﻭﻛَﻴﻒ ﺃﺻْﺒﺢ !! ﻓﻬَﺬﺍ ﺍﻟﺘَﺄﻣﻞ ﺑِﺤﺪ ﺫَﺍﺗﻪ
ﻳَﺠﻌﻠﻚ ﺗﺘﻤﻴَﺰ ﻓِﻜﺮﻳﺎَ ﻭﺑﺼَﺮﻳﺎً
ﻭﻳَﻤﻨﺤﻚ ﺍﻟﺘﻮَﺍﺻﻞ ﺍﻟﻤﺒَﺎﺷﺮ ﻣَﻊ ﻧﻔْﺴﻚ ﺍﻟﻄﺒِﻴﻌﻴﺔ
ﻭﻳُﺴﺎﻋﺪﻙ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜِﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺿِﺞ
ﻭﻳَﻨﻤﻮ ﻓِﻴﻚ ﺍﻷﺑﺪَﺍﻉ
ﻭﺧَﻠﻖ ﻛُﻞ ﻣَﺎ ﻫُﻮ ﺟَﺪﻳﺪ ﻓِﻲ ﺣﻴَﺎﺗﻚ
ﻭﺇﻛﺘِﺸﺎﻑ ﻛَﻨﺰﻙ ﺍﻟﺪَﺍﺧﻠﻲ
ﻭﺑِﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳَﺘﻌﺮﻑ ﻧَﻔﺴﻚ ﺑِﻨﻔﺴﻚ
ﻣِﻦ ﺧِﻼ‌ﻝ ﺍﻟﻬُﺮﻭﺏ ﺑﺎﻟﺬَﺍﺕ ﺇﻟَﻰ ﺫﺍﺗﻬَﺎ 
 بقلم الكاتب نبيه العطرجي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق