الجمعة، 2 نوفمبر 2012

حطم قيودك واخرج من أقسى سجن في الدنيا

(مقال راق لي)
لحظة التغيير
هل تعلم أنّ في هذه الدنيا سجن
دون سجان وقضبان ولا حكم قضاة
إنّه "سجن الأفكار السلبية"
وهو أقسى سجون الدنيا
حيث أنّ المتهم متوهم أنّه مجرم فسجن نفسه ظلماً
فكان متهماً وقاضياً في الوقت نفسه

ماذا نعني بسجين الافكار السلبية؟
هو ذلك الشخص الذي نحتت في ذهنه فكرة سلبية
فأثرت على مناحي حياته،كأن يعتقد أنّه "ضعيف الشخصية"،
أو أن "الناس تكرهه"، أو أنه "فاشل في الحياة"
أو أن "شكله غير جذاب"
أو أنه "لا يستطيع التحدث أمام الناس"
وهذه مشاكل تعالج بسهولة بإذن الله

إلا أنّ الخطورة تكمن حين تتعدى هذه الفكرة حدودها
فتُعطى أكثر مما تستحق،
وتُحمل أكثر مما تحتمل، وهذا ما يسمى: "التعميم السلبي".
مثال
كان لي زميل في الدراسة الجامعية
مشكلته تكمن في أنّه لا يستطيع أن يقرأ أمام زملائه،
وأحسب أن هذه المشكلة قد أثرت سلباً عليه
حيث يمضي جلّ وقته وحيداً، حزيناً
ويوم ترى أسنانه تحسبه عيداً!
إن أخذ الأمور بجدية في بعض الأحيان يكون ذا ضرر كبير
فنحتاج أن نأخذ الأمور ببساطة
فكان بإمكان زميلي أن يعرض مشكلته على أهل الاختصاص
ولا يجعل تلك الحصة تؤرقه سائر سنوات الدراسة
وأبشركم أنه تخلص من مشكلته تلك بهذا الأسلوب.

قال ادونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها

لن تصل إلى الحياة السعيدة المنشودة
طالما أن الأفكار السلبية تعشعش في ذهنك تصول وتجول
واعلم أن الأمر يسير
إن استعنت بالعزيز القدير
فالإنسان بطبعه ضعيف فقير
إن استغنى بالغني أغناه
وإن استقوى بالقوي قوّاه، وإن سأل الكريم أعطاه

قال الله جل جلاله
( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا).
وفي الحديث القدسي
أن الرب تَبَارَكَ وَتَعَالَى ينزل كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا
حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ: منْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ
مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ.
أتهزأ بالدعاءِ وتزدَريـــــــهِ --- وما تدري بما صنع الدعـــــاءُ!

وألاّ تجعل للأفكار السلبيه مكاناً في خاطرك أصلاً
ففي اليوم الواحد تغزو الذهن مئات الأفكار
منها السلبي، وهو الغالب
ومنها الإيجابي
فإذا كان في خاطرك مائة فكرة سلبية في اليوم
فهذا يعني مائة سلوك سيئ
فلا بد أن تقمعها، وتعلن حظر التجول
وتضع على باب عقلك لوحة تكتب عليها
يمنع منعا باتا دخول الأفكار السلبية
 
كتب فرانك أوتلو
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا
راقب أفعالك، لأنها ستصبح عادات
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.
من هنا يعلم أنّ الاشتغال بالباطن أولى من الظاهر
فمتى صلح الباطن صلح الظاهر

فاملئ القلب حباً وتفاؤلاً وأفكار إيجابية
وأحسن الظن بالله وقال الله عز وجل:
"أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء".
 قاعدة
( الشيء الذي تفكر فيه تحصل عليه )
(أفكار الأمس هي حقائق اليوم
وأفكار اليوم هي حقائق الغد)، فتنبه!
ويقول واين داير
ما يفكر فيه الناس، ويتحدثون عنه يتزايد ويصبح أفعالاً
فكرة سلبية + تعميم سلبي = سلوكاً سلبياً
فكرة سلبية + قمع + نظرة إيجابية = سلوكاً إيجابياً

حياتك لحظة.. حياتك قرار
لا بد أن تفتت أفكارك السلبية
بديناميت التفاؤل والأمل قبل أن تفتك بك
وحين تقرر أن تصبح ناجحا ستصبح
وكما قيل: بداية طريق النجاح حين تقرر أن تكون ناجحاً
يقول د. هلمستتر: "
إن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبيا أو إيجابيا
ستجنيه في النهاية"
إذاً حياتك كلها عبارة عن لحظة،أو قرار تتخذه في لحظة
 
أراد رجل أن يبيع بيته وينتقل إلى بيت أفضل
فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل أعمال وخبير أعمال التسويق
وطلب منه أن يساعده، في كتابة إعلان لبيع البيت
وكان الخبير يعرف البيت جيداً، فكتب وصفاً مفصلاً له
وقرأ كلمات الاعلان على صاحب المنزل
الذي أصغى إليه في اهتمام شديد
وقال: أرجوك أعد قراءة الاعلان!
وحين أعاد الكاتب القراءة صاح الرجل يا له من بيت رائع
ثم ابتسم قائلاً من فضلك لا تنشر الاعلان
فبيتي غير معروض للبيع!
فلا بد لك أيها الحبيب أن تنظر إلى الأجمل
وإن كان ليس كل ما في الدنيا جميلا
كن جميلا ترى الوجود جميلا

أيها المبتلى أيتها الممتحنة، الدنيا ليست جنة
والناس ليسوا ملائكة، وفيها التعب والكدّ
قال الله: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)
والانسان يشمل المؤمن والكافر
وكما أنّ المؤمن يبتلى ويمتحن
فالكافر كذلك يصيبه الضيق والنكد،
قال الله عز وجل
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى،
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ
وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى)

والمسلم صاحب الذنوب، يتألم ويضيق صدره
فالذنوب جراحات ورب جرح أصاب في مقتل
فجاهد نفسكك،واستمسك بكتاب الله
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
واعلم أن التوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك
والخذلان كل الخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك
   
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

هناك تعليقان (2):

  1. من يتمعن جيدا في الآيات و الحديث القدسي
    سيحس بالأمان و يتعرف على المعنى الحقيقي للدنيا

    ردحذف
    الردود
    1. صدقت والتدبر من اعظم العبادات رزقنا الله حُسن العباده واليقين والتقوى مرورك اسغدنى تقديري لك

      حذف